بعْدَ جلسات حوار "ماراطونية"، آلت المفاوضاتُ بين الأساتذة المتدربين والحكومة، ممثلة في والي جهة الرباط- القنيطرة، إلى الفشل، بعْدَ جلسة الحوار الثانية التي جرتْ اليومَ الخميس بمقرّ الولاية، ودامتْ أزيدَ من أربع ساعات. وكانَ الطرفانِ قد افترقا أوَّل أمسٍ الثلاثاء دُون التوصّل إلى أيّ اتفاقٍ حوْلَ النقطتيْن الرئيسيتين اللتين دارَ حولهما الحوار، وهما التوظيفُ الشاملُ لجميع الأساتذة المتدربين، والمنحة المُخصّصة لهم خلال فترة التكوين، حيثُ قدّمَ الأساتذة المتدربونَ مقترحاتهم، ونقلها الوالي إلى الحكومة، لكنْ يظهر أنها قُوبلتْ بالرفض. فبعْدَ إطلاع الوالي الحُكومةَ على ما تمخّضت عنْه جلسة الحوار الأولى مع الأساتذة المتدربين، عادَ الطرفان إلى طاولة الحوار بمقرّ ولاية جهة الرباط- القنيطرة، بعْدَ زوال اليوم الخميس، وامتدَّ الحوارُ الذي جرى بحضور ممثلي النقابات والهيئات المدنية الداعمة للأساتذة المتدربين، أربعَ ساعات، قبْلَ أنْ ينتهيَ على إيقاع الفشل. وبحسبَ مصدر حضر جلستي الحوار، أوَّل أمس واليوم، فإنَّ الحكومةَ أبْدتْ تمسّكها برفض توظيف الأساتذة المتدربين دُفعة واحدة، وأصرّت على أنْ يكونَ التوظيفُ على دُفعتيْن، الأولى خلالَ شهر غشت، والثانية خلال شهر يناير من السنة القادمة. وفي الوقْت الذي يُبدي الأساتذة المتدربون رفْضهم التامّ لتجزيء عملية التوظيف، أفادَ المصدر بأنَّ الوالي، الذي مثّل الحكومة في جلسات الحوار، أخبرَ ممثلي الأساتذة المتدربين أنّه قدْ تكون هناك "لائحة انتظار" تضمُّ حوالي 800 أستاذ، "وهذا يعني أنَّ الحكومة تريد توظيفنا على ثلاث دفعات وليس على دفعتين فقط"، يقول المتحدث. وبانتهاء جلسة الحوار اليوم بالفشل، يُرتقبُ أنْ يدخل ملفّ الأساتذة المتدربين منعطفا آخر، خاصّة وأنَّ الحكومة سبق وأنْ أفادت بأنها ستُعلنُ السنة الحالية سنة بيضاء، إذا لم يلتحق الأساتذة المتدربون بالدراسة مع نهاية العطلة البيْنية، يوم الاثنين القادم. وتعليقا على النتيجة التي آلتْ إليه جلسات الحوار مع والي جهة الرباط- القنيطرة، قالَ المصدرُ الذي تحدّث لهسبريس: "لقدْ تمّ التغرير بنا، فقد قدّمنا تنازلات، وجلسنا إلى طاولة الحوار، لنكتشف في النهاية أنَّ الحكومةَ كانتْ فقط تُناورُ وتلعبُ على عامل الزمن، قصْد تشتيت صفوف الأساتذة المتدربين". ولم يكشف المتحدّث عنْ ردّ فعل تنسيقية الأساتذة المتدربين، بعدما آل الحوار بينَ ممثليها والحكومة إلى الفشل، في حينِ يُرتقبُ أنْ تُصدر النقابات الداعمة لهم بيانا مشتركا.