بعد تهديد الحكومة على لسان مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الأساتذة المتدربين بسنة بيضاء إذا لم يعودوا إلى قاعات الدرس بعد انقضاء عطلة نهاية الدورة الأولى، خصوصا بعد عرض الحكومة توظيفهم عبر دفعتين، جدد الأساتذة المتدربون في ندوة صحافية بمقر النقابة الوطنية للصحافة، رفضهم لوعيدها، معلنين استمرارهم في النضال من أجل إسقاط المرسومين. الأزمي: الحكومة اقترحت توظيف الأساتذة المتدربين دون إسقاط المرسومين وأوضح الأساتذة المتدربون أن لقاءهم، يوم الأربعاء الماضي، مع والي الرباط كان إيجابيا، وتم الاتفاق فيه على عقد جلسة ثالثة للحوار بحضور النقابات، وممثلي هيآت المجتمع المدني، قبل أن يفاجئوا بتصريح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي أعلن تهديد الحكومة الصريح للأساتذة. وبخصوص قبولهم الجلوس على طاولة الحوار مع والي الرباط، أكد الأساتذة المتدربون أن ذلك كان تعبيرا منهم على حسن النية ورغبتهم في حل المشكلة من جهة، وحتى يثبتوا استقلاليتهم، وعدم تبعيتهم لأي تنظيم أو جهة سياسية عكس ما ادعى وزير الداخلية محمد حصاد في البرلمان. وحمل الأساتذة المتدربون الحكومة مسؤولية ما يمكن أن يقع مستقبلا، مؤكدين أن عشرة آلاف أستاذ متدرب يعدون بمثابة قنابل موقوتة، والحكومة تدفعهم إلى اتخاذ خطوات لا يريدونها. وقال عبد الله الدرازي، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين "إنهم لم يلمسوا إرادة صادقة من الحكومة في فتح حوار جدي معهم، بل إن كل ما قامت به كان نوعا من الابتزاز، ومحاولة فرض الأمر الواقع عليهم"، مبرزا أن ممثلي الأساتذة المتدربين لم يتهربوا من الحوار ولم يرفضوه، وإنما طلبوا عرض المقترح، الذي تقدمت به النقابات الخمس على المجلس الوطني لاتخاذ موقف في شأنه، كما تم الاتفاق مع الوالي على استمرار الحوار، قبل أن يفاجأوا بغلق بابه من قبل الحكومة. وشدد الدرازي على أن الأساتذة المتدربين لازالوا حريصين على استكمال جولات الحوار الذي تم بحضور النقابات وممثلي المجتمع المدني حفاظا على مصلحة الوطن أولا وأخيرا. وأضاف المتحدث نفسه أن إيقاف الحكومة للحوار، وخرق ما تم الاتفاق عليه مع الوالي، الهدف منه بعث رسالة غير مطمئنة إلى الأساتذة المتدربين، كما يدل على أن الحوار الذي ادعت أنها فتحته معهم، لم يكن سوى مناورة، ومحاولة للابتزاز، وإحداث شرخ في صفوف أساتذة الغد. وتابع الدرازي "إذا كانت الحكومة تهدد، نحن لا نهدد، نحن نناضل، وننزل للميدان، وإذا كانت الحكومة تهدد بسنة بيضاء فنحن سنبصم لها على سنة سوداء". واستغرب المصدر ذاته، ما وصفه بتضارب المواقف بين الداخلية والحكومة، إذ كيف يتم الاتفاق مع الوالي على استئناف الحوار، وتخرج الحكومة ببيان يهدد الأساتذة بسنة بيضاء، مضيفا أنه "إذا كان هناك صراع بين الداخلية والحكومة، فإن هذا الصراع لن يتم تمريره على ظهرنا". وشدد المتحدث على أن نضال الأساتذة المتدربين لن ينتهي إلا بإسقاط المرسومين اللذين يضربان حق أبناء الشعب المغربي في الوظيفة العمومية، والزج بهم في براثين لوبيات القطاع الخاص. وأعلن الأساتذة المتدربون عن برنامج نضالي جديد سيستمر طوال هذا الأسبوع، حيث يتضمن حملات إعلامية ومسيرات واعتصامات بالمراكز الجهوية للتربية والتكوين. وكانت الحكومة قد أعلنت رفضها المطلق إسقاط مرسومي رشيد بلمختار، اللذين يقضيان بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة. وتقترح النقابات الأكثر تمثيلية توظيف الأساتذة المتدربين دفعة واحدة، بناء على نقطة امتحان التخرج وإرجاع المسيرة إلى طاولة الحوار والنقاش، بينما دعت الحكومة الأساتذة المتدربين إلى قبول مقترحها بتوظيفهم على دفعتين لتفادي سنة بيضاء.