رفض الأساتذة المتدربون المضربون لأزيد من ثلاثة أشهر، ما أسموه "تهديدات الحكومة" لهم بسنة بيضاء، واصفين مواقفها ب"الصبيانية" في التعاطي مع قضيتهم، ورفعوا تحديا جديدا بقولهم: "نحن لا نتهدد بسنة بيضاء، نحن سننفذ ونبصم على سنة سوداء داخل الشوارع". وأعلنت التنسيقية الوطنية ل"أساتذة الغد" التصعيد من جديد ضد "مرسومي الوزير بلمختار"، باستمرارها في الإضراب الوطني، وتنفيذ وقفات مسيرات احتجاجية، خلال الأسبوعين القادمين، بالرغم من مهلة أسبوع التي أعلنتها الحكومة قبل إعلان ضياع تكوين الفوج الحالي. وكشف "أساتذة الغد"، في ندوة صحفية اليوم بالرباط تحت شعار "معركة حتى النصر"، عن رفضهم للجلوس على طاولة حوار واحدة مع وزارة الداخلية، ممثلا في والي الرباط، "لا نرفض الحوار، لكن يجب أن يكون بحضور ممثلي القطاعات المعنية من وزارات التربية الوطنية، والمالية، والوظيفة العمومية، إلى جانب النّقابات". وفيما تطالب تنسيقية الأساتذة المتدربين ب"حوار جدي" مع الحكومة، "وليس فقط مع وزارة الداخلية"، اعتبرت أن "أي صراع بين الداخلية والحكومة لا يمكن تمريره على ظهر احتجاجات الأساتذة المتدربين"، مضيفة أن "الأستاذة المتدربين قنابل موقوتة، والحكومة تدفعنا إلى خطوات لا نريدها، لأن الوظيفة قضية وجود، ونحن لن نتخلى عن مطلب إسقاط المرسومين". عبد الله الدرازي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية، قال إن المعني بالحوار مع الأساتذة المتدربين ليست وزارة الداخلية"، مضيفا: "قبلنا الحوار مع والي الرباط لمصلحة الوطن وتعبيرا عن رغبتنا الحقيقة في الحل رغم ما نتوفر عليه من رصيد نضالي وشعبي"، مبرزا "أن غياب الأطراف الوزارية عن الحوار "يعبر عن عدم جدية الحكومة في الحل". وعاد الدرازي إلى اللقاء الأول مع والي الرباط، الذي "تم فيه الالتزام بحضور ممثلين عن القطاعات الوزارية بمن فيهم وزارة التربية الوطنية"، مردفا أن "اللقاء الثاني حضره ممثلون عن النقابات الخمس الأكثر تمثيلية التي طرحت مقترحاتها للحل، لكننا نتفاجئ بعد ذلك بتصريح حكومي يعلن تهديدنا بسنة بيضاء، لنقول سنبصم على سنة سوداء في الشوارع". واعتبر المتحدث أن خطوة الحكومة "رسالة غير مطمئنة للأستاذة المتدربين وهروب من الحوار"، واصفا تصريح الحكومة الذي تلاه وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة عقب اجتماع المجلس الحكومي الخميس الماضي، ب"الصبياني"، فيما أضاف وهو يرد على "هاشتاغ" في مواقع التواصل الاجتماعي: "التنسيقية تحاور والحكومة هي من تناور". وكشفت التنسيقية عن استمرار برنامجها الاحتجاجي طيلة الأسبوعين القادمين، عبر "الاستمرار في الحملة الإعلامية الوطنية والدولية"، وتنفيذ "وقفات ومسيرات بتنسيق مع جهات الدعم" يوم الخميس المقبل، في وقت سيفتتح "أساتذة الغد" أسبوعهم القادم، الذي ستنتهي معه المهلة الحكومية، ب"تكوين لجان لتعبئة طلبة الكليات والمدارس العليا للأساتذة". ويستعد "أساتذة الغد" لتحضير تنفيذ مسيرات جهوية، بمعية هم، وعدد من الهيئات الداعمة لهم، يوم الخميس من الأسبوع ذاته، وهو الاحتجاج الذي سيسبقه بيومين تنفيذ اعتصام أمام جميع المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.