انتقل الفنان المسرحي المغربي الكبير، الطيب الصديقي، مساء اليوم الجمعة، إلى عفو الله، بعد أن فاضت روحه إلى بارئها، في إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء، وذلك بعد معاناة مع مرض عضال نخر جسد رائد المسرح المغربي، وفق ما أكدته مصادر مقربة من الفنان الراحل. وقال مصدر فني مقرب من فقيد المسرح المغربي والعربي، في تصريح لهسبريس، إن الصديقي فارق الحياة داخل مصحة "فال أنفا" بالبيضاء، حيث كان يخضع للعلاج قبل أن يتدهور وضعه الصحي، ويسلم روحه لخالقها، في حدود الساعة السابعة والنصف مساء اليوم. وظهر الصديقي في آخر صورة نشرتها قبل أيام مضت المخرجة نعيمة زيطان على صفحتها بموقع "فيسبوك"، وإلى جانبها الفنانة وزيرة الثقافة السابقة، ثريا جبران، وبينهما كان يجلس صاحب مسرحية "الحراز"، وقد بدت عليه علامات المرض بشكل كبير، حيث غزاه الشيب، وهده الهزال وتعب السنين. وقال المؤلف المسرحي، الدكتور عبد الكريم برشيد، بعد علمه بوفاة الصديقي، في تصريح لهسبريس، إن الفقيد يعد من قامات المسرح العربي، برفقة كل من الطيب العلج، ومحمد حسن الجندي، وعبد الله شقرون، ومحمد سعيد عفيفي، وعبد الصمد دينيا، وهم مؤسسو المسرح المغربي. وأفاد برشيد بأن الصديقي يعد أول من أوصل المسرح المغربي إلى العالمية، وهو الذي تمكن من تغطية جميع المدارس المسرحية، وبحث في كل التجارب التي شهدتها المسارح العربية والعالمية، مشيرا إلى العناية الكبيرة للصديقي بالتراث المغربي وتوظيفه في أعماله الفنية. وتابع رائد المسرح الاحتفالي بالقول إن الراحل الصديقي انتقل بالحلقة إلى المسرح كفرجة فنية، كما اهتم بسلطان الطلبة، وكان قريبا جدا من التراث المحلي بشتى صنوفه وتجاربه الغزيرة، كما كان قريبا من نبض الشعب الذي استمد منه مسرحياته، قبل أن يخلص إلى أن وفاة الصديقي هي خسارة فادحة للمسرح العربي. وولد الصديقي سنة 1937 في الصويرة، حيث بدأ مساره الفني ممثلا بفرقة التمثيل المغربي، المعروفة بفرقة المركز المغربي للأبحاث المسرحية، ومباشرة بعد عودته من فرنسا، طلبت منه نقابة "الاتحاد المغربي للشغل" تكوين فرقة "المسرح العمالي" سنة 1957 بمدينة الدارالبيضاء، حيث قدمت في موسمها الأول مسرحية "الوارث" عام 1957. وحصل الراحل على أوسمة عدة؛ منها وسام العرش عام 2008، وكرِّم في محطات عديدة داخل المغرب وخارجه، وذلك باعتباره أحد أبرز الأسماء العربية في المسرح، إذ شارك في العديد من الأفلام العالمية، وأسس لمسرحه عبر سنوات من العمل الدؤوب والحثيث.