نعت المخرجة هاجر الجندي، والدتها الفنانة القديرة فاطمة بنمزيان وأوضحت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن والدتها الراحلة أسلمت الروح لبارئها صباح اليوم الخميس بإحدى المستشفيات الخاصة بالرباط بعد مضاعفات صحية على مستوى القلب. وأفادت هاجر الجندي أن والدتها كانت تعاني من المرض، إلا أن أسبوعها الأخير قضته داخل المستشفى في حالة حرجة، مؤكدة على أن الراحلة بنمزيان ظلت تحب جمهورها الذي بادلها نفس المشاعر إلى آخر رمق في حياتها. وشددت المخرجة الشابة، وهي تغالب دموعها، على أن والدتها حملت على عاتقها، طيلة مدة اشتغالها على خشبة المسرح وفي الفن عموما، عبء الدفاع عن معاني الفن الراقية والقيم الإنسانية والأخلاقية الرفيعة، إلى جانب الدفاع على مقدسات الوطن، داعية الجيل الصاعد من الفنانين المغاربة اعتبارها قدوة، والحفاظ على ما تم تحقيقه من مكتسبات للفن عبر فهمه الفهم الصحيح الذي يجمع ما بين المتعة ونبل الرسالة. المرأة الحديدية أكدت الفنانة فاطمة وشاي عميق حزنها لوفاة " إحدى رائدات الفن بالمغرب"، معتبرة أنها لطالما كانت معجبة بالفقيدة فاطمة بنمزيان التي كانت سيدة طيبة وقوية الشخصية، واصفة إياها ب "المرأة الحديدية التي استطاعت الحفاظ على الفرقة المسرحية وعلى أبنائها واستمرت في نجاحاتها بعيدا عن مشاكل الحياة". وأضافت وشاي، في تصريح لهسبريس عقب رحيل الفقيدة، أن بنمزيان تمثل المرأة المغربية بشكلها وأزيائها وقيمها وقوتها وحنوها وطيبوبتها، سائلة الله أن يتعمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح الجنان. وداعا "ماما فاطمة" "برحيل بنمزيان يكون المغرب قد فقد عنصرا أساسيا في شجرة الدراما المغربية" يقول المخرج والباحث المسرحي عبد المجيد فنيش، معتبرا أنها فنانة استطاعت تربية المواطن المغربي على التفاعل الإيجابي مع الدراما قبل أن ترتفع إلى خشبة المسارح وتقدم مئات الأعمال إلى غاية منتصف ثمانينات القرن المنصرم، لتكون فرقة مسرح فنون وتقدم فنا خاصا بها عبر أزيد من 25 عملا مسرحيا ناجحا ومتميزا" يقول فنيش. وتابع الفنان حديثه عن الفنانة المسرحية والسينمائية بالقول، لجريدة هسبريس، إن بنمزيان استطاعت إيصال المسرح المغربي إلى خشبات المسارح الأوروبية والأمريكية والعربية وكذلك الإفرقية، مؤكدا أنها كانت شديدة التدقيق في اختيار النصوص المسرحية تجنبا للسقوط في مسرح يوظف كلمات غبر لائقة أو قاموسا لغويا غير ملائم. ويرى فنيش، أن فاطمة بنمزيان صاحبة القلب الكبير، وأن فنانين مغاربة اشتغلوا إلى جانبها إضافة إلى آخرين لم يتمكنوا من ذلك، كانوا ينادونها ب " ماما فاطمة" إلى جانب أبنائها الذين يمثلون قامات فنية كبيرة بالمغرب متمثلة في الفنان أنور الجندي والمخرجة المتميزة هاجر الجندي.