لا تزال قضية الشاب عبد الرحمان المكراوي الذي نشر شريط فيديو يفضح سوء أشغال تهيئة طريق بجماعة جمعة اسحيم، وما أعقبها من اعتقال ومتابعة، تثير المزيد من ردود الفعل المختلفة، كان آخرها انتشار شريط يظهر فيه رجل وهو يقتلع مساحة مهمة من الإسفلت من إحدى الطرق المعبّدة حديثا، ليتّضح أن الفاعل ليس سوى رئيس جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة. وعرف التوثيق انتشارا واسعا، حيث ثمّن أغلب رواد الإنترنيت إقدام صاحب الشريط على فضح الحالة المزرية للطريق، سواء كان مسؤولا جماعيا أو مواطنا عاديا، فيما اعتبر آخرون إسراع الرئيس إلى كشف وضعية الطريق التي تدخل ضمن النفوذ الترابي لجماعته القروية، محاولة لكسب ودّ نشطاء "فيسبوك"، أو حملة انتخابية سابقة لأوانها. المهدي الفاطمي، رئيس جماعة مولاي عبد الله، أكّد، في تصريح لهسبريس، أن ما قام به يدخل ضمن تتبعه للأشغال التي تشهدها جماعته القروية منذ مدة، حيث دأب على نشر الصور الموثّقة لزياراته التفقدية لمختلف الأوراش على حسابه "الفيسبوكي"، كنوع من الانفتاح على الرأي العام، مشيرا إلى أنه يطالب بصفة دائمة مختلف مكونات المجلس الجماعي وفعاليات المجتمع المدني بضرورة مساعدته في عملية التتبع والمراقبة. في هذا الصدد، أوضح الفاطمي أنه تلقى، قبل أيام قليلة، مكالمة هاتفية من أحد أعضاء المجلس الجماعي، ينبه من خلالها إلى ضرورة زيارة أحد المقاطع الطرقية الحديثة، وتفقد حالتها المثيرة للنقاش، حيث انتقل رئيس الجماعة، رفقة العضو الجماعي، إلى طريق أولاد عبّو ضواحي الجرف الأصفر، ليفاجأ بكون الإسفلت الحديث يُقتلع بسهولة، ما دفعه إلى تسجيل شريط لتوثيق حالة طريق لم يتم على تهيئتها سوى عشرة أيام. وعن مسؤوليته باعتباره رئيسا للجماعة القروية التي تقع الطريقُ المثيرة للجدل ضمن نفوذها الترابي، أكّد الفاطمي أن المقاول الذي أشرف على تهيئة الطريق لم يتسلم إلى حدود الساعة ولا درهما واحدا، كما أنه طالب التقني المكلف بتتبع الأشغال بضرورة إعداد تقرير حول الموضوع، مستدركا أنه لا يشك في استقامة تقني الجماعة من جهة، غير أنه سيتّخذ الإجراءات اللازمة فور تحديد المسؤوليات من جهة ثانية. وفيما ربط بعض روّاد شبكة الإنترنيت سلوك رئيس الجماعة بالحملات الانتخابية السابقة لأوانها، نفى المعني بالأمر أن يكون هدفه من كشف حالة الطريق كسب أصوات المواطنين أو عطف الرأي العام، نافيا من جهة أخرى أن يكون للشريط أي علاقة بالتشبّه بما أقدم عليه الشاب عبد الرحمان من جمعة اسحيم، بل إن الهدف هو توجيه رسالة للجميع، شعارها "لا للغش"، وهدفها القطع مع الماضي، وفضح هذا النوع من الشركات.