اتهمت جماعة العدل والإحسان الدولة المغربية من جديد بالوقوف وراء محاولة منع الفنان رشيد غلام من دخول الأراضي التركية، بسبب ما أسمته "وشاية تحريضية كاذبة من قبل السلطات المغربية". وقال رشيد غلام، منشد الجماعة، في "تدوينة" له عبر "فيسبوك"، إنه كان متوجها إلى الديار التركية أول أمس الثلاثاء، ليفاجأ بأمن المطار التركي يوقفه، بسبب ما أسماه "وشاية تحريضية كاذبة من السلطات المغربية"، واصفة إياه ب"شخص خطير قد يهدد أمن الدولة"، على حد تعبيره. وأوضح غلام في "تدوينته الفيسبوكية" أنه قضى ليلة كاملة في مطار اسطنبول، ليتمكن من دخول البلاد صباح أمس الأربعاء، بعد تدخل ديوان رئاسة الوزراء التركية، قائلا: "السلطات المغربية كانت تحاول أن تستغل وضع تركيا والمنطقة الأمني...لكن الحمد لله من ديوان رئاسة الوزراء التركية يجيء النفي ويبدد الريب"، على حد قوله. من جانبه علق محمد حمداوي، عضو مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، على حادث المنع هذا، مستنكرا تكرر الأمر أكثر من مرة مع أعضاء الجماعة، قائلا: "جاء هذا الحادث بعد ما تم منع الأستاذ فتح الله أرسلان من دخول تركيا يوم 15/01/2016". وزاد حمداوي في صفحته على "فيسبوك": "إن تكرار هذا الأمر يطرح تساؤلات على دولة تركيا الديمقراطية، ومدى انتباهها إلى التلاعبات الأمنية الخطيرة والمدانة الصادرة من الأنظمة المستبدة التي تريد أن تجعل من تركيا ساحة لتصفية حساباتها السياسية مع معارضة إسلامية مدنية سلمية، معروفة في العالم بأسره بمناهضتها للاستبداد والفساد، ومعروفة كذلك بالوضوح ونبذ العنف، وباستقلالها عن أي إملاءات سياسية أو غيرها، داخلية كانت أو خارجية"، حسب تعبيره. وأردف المتحدث قائلا: "نأمل أن يتم تجاوز هذه الإشكالات مستقبلا، لأنها تسيء إلى سمعة تركيا ومكانتها لدى الشعوب العربية والإسلامية، ولدى كل أحرار العالم". يذكر أنه تم أخيرا منع ندوة فكرية عن الشيخ عبد السلام ياسين بتركيا، عقب انطلاقها بإسطنبول، ومنع فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، والناطق الرسمي باسمها، من دخول الأراضي التركية، وهو ما اعتبره الأخير "يدخل في إطار التضييق على جماعة العدل والإحسان، وعدم السماح لها بالتعريف بفكرها وتصورها".