يواصل المغرب تقدمه في مؤشر الحرية الاقتصادية الذي تشرف عليه المؤسسة الأمريكية "هيريتيج"، والذي حل فيه في المركز 85 عالميا، متقدما بأربعة مراكز بالمقارنة مع تصنيف العام الماضي. التصنيف بوأ المغرب المرتبة 85 من أصل 178، مباشرة قبل إيطاليا، وخلف عدد من الدول الخليجية؛ كالإمارات وقطروالبحرين. واعتمدت "Heritage Fondation" على أربعة معايير رئيسية في هذا التصنيف، وهي دور القانون، والحدود التي تفرضها الحكومات، وفعالية التشريعات، ومدى انفتاح الأسواق. وحل المغرب في المرتبة التاسعة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بعد أن تصدرت البحرين الترتيب، بحلولها في المرتبة 18 عالميا، متبوعة بالإمارات المتحدة، ثم قطر وإسرائيل، فالأردن وعمان والكويت والسعودية، فيما تفوق المغرب على دول شمال إفريقيا التي حلت في مراتب متأخرة في مؤشر الحرية الاقتصادية. تقرير المؤسسة الأمريكية لفت إلى أن المغرب يواصل انفتاحه على الأسواق العالمية، من خلال تعزيزه للحرية التجارية، وكذا تقليص الإجراءات الخاصة بإنشاء المقاولات، حيث أصبح ذلك يتطلب 6 إجراءات فقط، في حين اعتبرت "هيريتج" أن المملكة أصبحت أكثر انفتاحا على الاستثمارات الأجنبية، إذ إن معظم القطاعات الاقتصادية أضحت مفتوحة أمام هذه الاستثمارات. التقرير الذي أنجز بشراكة مع جريدة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اعتبر أن قطاع الأبناك أصبح من أكثر القطاعات التنافسية في المغرب، وبدأ يفرض وجوده وقوته على المستوى الجهوي، في إشارة إلى توسع مجموعة من الأبناء المغربية في عدد من البلدان، خاصة في الغرب الإفريقي. وعلى الرغم من اتخاذ الحكومة المغربية لعدد من الإجراءات من أجل محاربة الفساد، فإن تقرير المؤسسة الأمريكية يؤكد أنه لا يزال مستشريا في الحياة العامة ومجال الأعمال، مبرزا أن سلطة المنتخبين محدودة، بالإضافة إلى محدودية القضاء، وبطء إصدار الأحكام، خاصة في مجال تسجيل الأراضي وملكيتها. في السياق ذاته، فإن مسألة الدين الخارجي، ونسبته التي تصل إلى 60 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، بالإضافة إلى سوق الشغل، تعد من بين أبرز العراقيل التي لا تزال تحد من الحرية الاقتصادية في المملكة، تورد "Heritage Fondation". وبالرجوع إلى تصنيف الدول عبر العالم، فقد جاءت هونغ كونغ، التابعة للصين والتي تحظى بوضع خاص، في المرتبة الأولى، متبوعة بسنغافورة، ثم نيوزيلندا، وسويسرا رابعة، في حين حلت أستراليا في المركز الخامس، في مقابل حلول الولاياتالمتحدةالأمريكية في المرتبة الحادية عشر.