استيقظت مدينة بنغازي، معقل المنتفضين الليبيين، فجر السبت 19 مارس 2011 على دوي انفجارات كبيرة. كما سقطت طائرة حربية في المدينة، بينما ذكرت عدة مصادر أن قوات تابعة لنظام العقيد معمر القذافي قد دخلت المدينة. وتناقلت عدة وسائل إعلام أن مدينة بنغازي، شرق ليبيا، قد تعرضت اليوم لهجمات من قبل قوات حكومية. وذكر موفد إذاعة هولندا العالمية إلى بنغازي، هامس ياب ميليسن، أن "دوي الانفجارات يقترب شيئاً فشيئاً ." وقال هانس ياب ميليسن في اتصال هاتفي من الفندق الذي يقيم فيه وسط مدينة بنغازي: "استيقظت في وقت مبكر جداً على صوت إطلاق الرصاص من قبل الثوار. توجهت إلى شرفة الغرفة، وبدأت أسمع أصوات انفجارات مدوية قادمة من الجهة التي يُفترض أن تتقدم منها قوات القذافي. في الوقت نفسه سمعت أصوات انفجارات قريبة، من داخل المدينة، لكنني لم أستطع تحديد موقعها بالضبط. وحين أنظر إلى جبهة القتال، أرى سحائب سوداء من الدخان." ومن المرجح أن يكون القصف قد استهدف الطرق المؤدية إلى مطار بنغازي، وكذلك بعض الأحياء السكنية على أطراف المدينة. ويتناقل أهالي المدنية أنباء عن اشتباكات تدور في بعض الشوارع بين منتفضين، ومرتزقة نيجيريين، موالين للقذافي. وفي الصباح حلقت طائرة حربية في سماء المدينة، بالرغم من الحظر الجوي الذي قرره مجلس الأمن ليلة الخميس. وحين كان موفد إذاعة هولندا العالمية هانس ياب ميليسن يتحدث هاتفياً، كان بالإمكان سماع صوت الطائرة: "استمع معي، هذا صوت طائرة مقاتلة فوق المكان الذي أقف فيه. أراها تقوم باستدارات في الجو، وأسمع صوت سقوط قذيفة في مكان ما. الطائرة تحلق الآن فوق الفندق بالضبط، وفي الشارع أرى الناس وهم يتابعونها بعيونهم. إنها تسقط! يبدو أنها أصيبت. أسمع الناس يهتفون: ألله أكبر. سقطت الطائرة في جنوب غربي المدينة، من هناك تنبعث سحابة من الدخان الأسود." واعتبر البعض هذه الأنباء دليلا ملموساً على انتهاك نظام القذافي لقرار مجلس الأمن رقم 1973. ولكن، في وقت لاحق أبلغنا موفدنا هانس ياب ميليسن أنه قد توجه إلى مكان حفظ الجثث في مستشفى بنغازي، وكان هناك حين دخلت مجموعة تحمل جثة الطيار الذي كان يقود الطائرة التي أسقطت. وسمع موفدنا من بعض الحاضرين أن هذا الطيار ينتمي إلى الثوار، وأن الطائرة التي أسقطت تابعة للثوار أيضاً. وهذا ما تناقلته لاحقاً وسائل إعلام أجنبية. من جانب آخر، نفى الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى ابراهيم، صباح السبت، أن تكون القوات الحكومية قد شنت هجوماً على بنغازي. وقال ابراهيم لوكالة رويترز للأنباء: "ليس هناك أي هجوم على بنغازي. لا شيء على الإطلاق." لكن وبعد ذلك بقليل، قال العقيد معمر القذافي نفسه إنه لايعترف بقرار مجلس الأمن حول الحظر الجوي وحماية المدنيين. كما حذر القذافي من نبعات أي تدخل أجنبي، دون أن يوضح ما هي تلك التبعات. موفد إذاعة هولندا العالمية هانس ياب ميليسن، يصف الوضع في بنغازي بأنه متوتر جداً: "الوضع مقلق إلى حد كبير. أصوات إطلاق الرصاص تقترب شيئاً فشيئاً، وهناك أنباء عن اشتباكات داخل المدينة. إدارة الفندق طلبت منا أن نغادر، لكني قلق على مصير المنتفضين الموجودين هنا. كانوا يعتقدون أنهم سيحظون بالحماية من قبل الغرب، ويشعرون الآن أنهم قد تركوا لمصيرهم. أعتقد أني قوات القذافي ستصل هنا قريباً. في هذه اللحظة أرى أحد الثوار ينظم السير في التقاطع المقابل، لكني أتوقع أن جندياً من قوات القذافي سيقف في محله عما قريب." رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي دعا المجتمع الدولي للتدخل بأسرع ما يمكن: "جميع الأحياء السكنية في بنغازي تتعرض لقصف المدفعية والصواريخ. إذا لم يقم العالم بتطبيق قرار مجلس الأمن، فسوف تحدث كارثة في المدينة." وتعقد بعد ظهر السبت في العاصمة الفرنسية باريس قمة دولية، سيحضرها ممثلون عن المغرب والأردن وقطر والإمارات، لتدارس إمكانيات تدخل عسكري سريع في ليبيا. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرح في وقت سابق بأن على قوات القذافي أن توقف هجماتها على المتمردين، وإلا فسوف تتعرض لضربة عسكرية. *بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية