تركز اهتمام صحف أوروبا الصادرة اليوم الجمعة على عدد من المواضيع من ضمنها على الخصوص ،الحرب الدولية على الإرهاب ، واتفاق أحزاب الائتلاف الحكومي في ألمانيا على الحزمة الثانية لمساعدة اللاجئين ، والانقسامات الداخلية حول تشكيل الحكومة الاسبانية ، والمفاوضات حول وضع بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي ، وقرار السويد الطرد الجماعي للمهاجرين الذين وصولوا على أراضيها في 2015 . ففي بلجيكا اهتمت الصحف بالحرب الدولية على الإرهاب ، صحيفة (لو فيف) كتبت في هذا الصدد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسعى لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش " خارج سورية والعراق ، خاصة في ليبيا ، إذا كان الأمر ضروريا ، حيث تتابع واشنطن باهتمام التطورات في هذا البلد. وأشارت الصحيفة إلى أن القوى الغربية تخشى في أن يشكل الفراغ السياسي في هذا البلد أرضية خصبة بالنسبة لمقاتلي الدولة الإسلامية. أما صحيفة (لافونير) فذكرت أن الرئيس الأمريكي دعا إلى اجتماع مجلس الأمن القومي لإثارة هذا الملف، وأن وزير الدفاع آشتون كارتير أكد أن الولاياتالمتحدة " تراقب عن كثب " الوضع في ليبيا حيث تسعى الدولة الإسلامية إلى التواجد بها. وكتبت صحيفة (لوسوار) أن الولاياتالمتحدة دعت إلى استعمال طائرات (أواكس) التابعة لحلف شمال الأطلسي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. غير أن هذا المطلب تضيف الصحيفة ، أثار حفيظة بعض الدول، خاصة ألمانيا ، حيث أن استعمال هذه الطائرات سيعطي للتدخل العسكري "لونا غربيا " وهو ما قد يؤثر على سير محادثات السلام في سورية. وفي ألمانيا ركزت الصحف في تعليقاتها على الاتفاق الذي توصلت إليه الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم والقاضي بتوفير الحزمة الثانية من إجراءات اللجوء . فكتبت صحيفة (برلينر مورغنبوست ) ، في تعليقها أنه على الأقل تم احتواء النزاع واستقر الائتلاف على حل وسط . وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق جاء خلال اجتماع عقد ببرلين بين أنغيلا ميركل رئيسة الحزب المسحي الديمقراطي، وهورست زيهوفر رئيس الحزب الاجتماعي المسيحي، وزيغمار غابرييل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطية. وترى الصحيفة أن الخلاف حول الحزمة الثانية من الاجراءات حول اللجوء قد تقلص ، معتبرة أن هذا التفاهم قد يتوسع بعد أن كان الائتلاف غير قادر على التصرف . من جهتها اعتبرت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) أن هذا الاتفاق يأتي في ظرفية صعبة ، والتوصل إلى حزمة إجراءات اللجوء الثانية جاء بعد أن ظلت عالقة لمدة ثلاثة أشهر بسبب الجدل بين أحزاب الائتلاف الحاكم ، مما أثار مخاوف بين المواطنين حول قدرة الحكومة الاتحادية على إيجاد حل لأزمة اللاجئين. أما صحيفة (نوين أوسنايبروكر تسايتونغ ) ، فترى أن المفاوضات التي جرت بين الأحزاب ، المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي ، والاشتراكي الديمقراطي، يمكن أن تجنبها التسوية التي توصلت إليها ، فقدان ماء الوجه . وأشارت إلى أن أهم ما في هذه التسوية ، بشكل خاص ، التعليق المؤقت للم شمل الأسرة ، بالنسبة للأشخاص الذين تقبل طلبات لجوئهم لكن يتمتعون بحماية جزئية . وفي فرنسا عادت صحيفة (لوفيغارو) الى التعليق على استقالة وزيرة العدل كريستيان توبيرا ، مشيرة الى انه اذا كانت وزيرة العدل السابقة قد اكدت انها لا ترغب في المشاركة في انتخابات تمهيدية محتملة في اليسار في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 ، فان مغادرتها للحكومة تطلق العديد من التكهنات حول تنظيم هذه الانتخابات في صفوف يسار فقد بوصلته بسبب سياسة فرانسوا هولاند. في السياق ذاته كتبت صحيفة (لوموند) ان مغادرة وزيرة العدل كانت "متوقعة ولا يمكن تجنبها " بالنظر الى معارضة توبيرا لاجراء سحب الجنسية من مزدوجي الجنسية الذين تورطوا في اعمال ارهابية. وأضافت أن مغادرتها مرادفة لازمة سياسية صعبت من مأمورية الرئيس هولاند اذا كان سيترشح لانتخابات 2017 . من جانبها قالت صحيفة (ليبراسيون) إن الحركة النسائية شرعت في معركة جديدة في تاريخها النضالي هذه المرة ضد التكلفة المرتفعة للمنتوجات والخدمات الموجهة للنساء مقارنة مع تلك المخصصة للرجال. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف بالانقسامات الداخلية حول تشكيل الحكومة الاسبانية المقبلة التي هزت الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. وهكذا ، أشارت صحيفة (أ بي سي) المحافظة إلى أن عددا من أعضاء هذا الحزب اليساري طالبوا الأمين العام ، بيدرو سانشيز، بعدم التفاوض مع استقلاليي كاطالونيا ولا مع حزب بوديموس اليساري المتطرف. من جهتها كتبت صحيفة (إلموندو) أن المسئولين الجهويين للحزب الاشتراكي يعتزمون تقليص صلاحيات الأمين العام لمنع احتمال التوصل لأي تسوية مع الأحزاب الانفصالية أو مع بوديموس لتشكيل حكومة يرأسها سانشيز. وفي سياق متصل ، نقلت صحيفة (إلباييس) تصريحات الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية ، الاشتراكي فيليبي غونزاليث ، الذي دعا سانشيز للسماح بتنصيب حكومة محافظة ، مضيفة أن أمين تنظيم الحزب الاشتراكي ، سيزار لوينا ، قال إن التفاوض مع الحزب الشعبي يعني تقنين الفساد. أما صحيفة (لا راثون) فذكرت أن الملك فيليبي السادس قد يحل البرلمان الإسباني إذا لم ينجح أي حزب في تشكيل الحكومة ، مشيرة إلى أن العاهل الإسباني ، وبعد جولة ثانية من المحادثات مع قادة الأحزاب السياسية ، سيلتقي رئيس مجلس النواب لاتخاذ قرار في الموضوع. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بإعادة المفاوضات حول وضع لندن في إطار الاتحاد الأوروبي ، واتفاقية الضرائب بين غوغل وبريطانيا ، وخصخصة بنك لويدز البريطاني. صحيفة (الغارديان) أكدت أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي يقتربان من حل وسط بشأن المساعدات الاجتماعية البريطانية المخصصة للمواطنين الأوروبيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة. وقالت الصحيفة إن لندن تريد تخفيض عدد المهاجرين واتخاذ تدابير لمنع المهاجرين الأوروبيين إلى الاستفادة من المساعدات الاجتماعية قبل مرور أربع سنوات على إقامتها في البلاد ، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يريد التوصل إلى اتفاق مع الشركاء الأوروبيين في فبراير قبل إجراء الاستفتاء على عضوية لندن في الاتحاد الأوروبي والذي من المتوقع تنظيمه في شهر يونيو. أما صحيفة (ديلي تلغراف) فأشارت إلى احتمال إجراء تحقيق من قبل الاتحاد الأوروبي على اتفاقية الضرائب بين غوغل وبريطانيا. وأضافت الصحيفة أن شركة غوغل الأمريكية العملاقة المتهمة بالتهرب الضريبي ، قد توصلت مؤخرا إلى اتفاق مع المصالح الضريبية البريطانية لدفع المتأخرات التي تبلغ قيمها 172 مليون أورو التي تغطي السنوات العشر الأواخر. ونقلت الصحيفة عن مارغريت فيستاغر ، المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة ، أنه لم يتم بعد الكشف عن طريقة حساب المتأخرات الضريبية التي يتعين على غوغل دفعها. من جانبها كتبت (فاينانشيال تايمز) ، انه تم تأجيل إلى موعد لاحق لصفقة بيع ما يقرب من 3 مليار أورو من أسهم البنك البريطاني لويدز ، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الدولي غير الملائم. وفي إيطاليا ، اهتمت الصحف بقرار السويد ترحيل ما يصل إلى 80 ألف مهاجر وصلوا إلى أراضيها في سنة 2015 ، تم رفض طلب لجوئهم. وتحت عنوان '' المهاجرون .. الطرد الجماعي '' كتبت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن وزير الداخلية السويدي أندرس ياغيمن أكد أن ما بين 60 ألف و80 ألف شخص سيتم طردهم من السويد ، مشيرا إلى أن الحكومة طلبت من الشرطة ومكتب الهجرة تنظيم عمليات الترحيل. وأضافت الصحيفة أن عمليات الترحيل ستتم عبر الرحلات الجوية التجارية ، ولكن نظرا للعدد الكبير من المهاجرين فإن الخطة السويدية تتضمن أيضا استخدام الطائرات المستأجرة. ولاحظت الصحيفة أنه إلى جانب السويد ، فإن فنلندا وهولندا تخططان لنفس الأمر مؤكدة أن عمليات الطرد هذه كانت قد تم الاعلان عنها في الوقت الذي كان المهاجرون لا يزال يموتون في البحر ، كان آخرها مقتل 25 مهاجرا في بحر إيجه من ضمنهم 10 أطفال. من جهتها، تطرقت صحيفة (المساجيرو) إلى زيارة رئيس الوزراء الإيطالي إلى ألمانيا ، والتي سيجري خلالها مباحثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، خاصة حول قضية الهجرة وحول تقديم ثلاث مليارات لتركيا التي تهد بها الاتحاد الأوروبي من اجل معالجة أزمة اللاجئين. أما صحيفة ( لا ريبوبليكا ) فأعتبرت أن السويد اعتمدت خطا " متشددا" من خلال الطرد الجماعي للمهاجرين ، مشيرة إلى أنه في الأشهر الأخيرة ، أظهر البلد الاسكندنافي موقفا متصلبا تجاه المهاجرين ملاحظة أن كل دولة أوروبية أصبحت تحاول فرض قوانينها الخاصة.