سجلت قضية الصحراء والوحدة الترابية حضورها على هامش لقاءات "الاتحاد الأفريقي" الوزارية، تمهيدا للقمة الأفريقية القادمة بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا. فبالرغم من مقاطعة المغرب للمنظمة الأفريقية منذ أزيد من 3 عقود احتجاجا على اعترافها بشرعية جبهة البوليساريو الانفصالية، إلا أن الرباط انخرطت في مباحثات مع عدد من وزراء الخارجية الأفارقة. الأجندة الدبلوماسية للرباط، التي حملها وفد تتقدمه مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، تهدف إلى حشد دعم "أصدقاء المغرب" في القارة السمراء، و"مواجهة مناورات خصوم الوحدة الترابية"، إضافة إلى "الترويج لرؤية شراكة جنوب جنوب"، و"مكانة أفريقيا التي تحظى بها في الدبلوماسية المغربية بقيادة العاهل محمد السادس". وفيما تواصلت، الخميس، أعمال الاجتماع ال28 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء ب"الاتحاد الأفريقي"، لليوم الثاني على التوالي، تمهيدا للقمة الأفريقية التي ستنعقد نهاية الأسبوع الجاري بأديس أبابا، فإن الوفد المغربي عقد لقاء مع المدير التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء، إبراهيم ساني أباني، همّ تهديدات الجماعات المتطرفة بدول الساحل وشمال أفريقيا، بحيث ينتظر أن يعقد "تجمع دول الساحل والصحراء"، دورته القادمة بالمغرب. المغرب حذر من ارتفاع أنشطة الجماعات المتطرفة بالمنطقة، خاصة تنظيمات "داعش" و"بوكو حرام" و"القاعدة"، ودعا إلى مقاربة أمنية تشاركية استباقية للحد من مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة، مع التركيز أيضا على قضايا الهجرة السرية وتجارة الأسلحة. وعلمت هسبريس أن الوفد المغربي أجرى لقاءات مع ممثلي دبلوماسية كل من مصر والسنغال وإثيوبيا، إلى جانب وزراء ساحل العاج والطوغو وجزر القمر وملاوي، وهي اللقاءات التي قال الوفد إنها تمحورت حول "جهود المغرب بمعية الأممالمتحدة لإنهاء نزاع الصحراء"، لأن استمراره "يفضي إلى تهديد الأمن والسلم في المنطقة". يذكر أن اللقاء الوزاري للاتحاد الأفريقي تشارك فيه 48 دولة أفريقية، ويروم الاتفاق على أجندة القمة الأفريقية ال26، التي ستنعقد السبت والأحد القادمين، وينتظر أن تطرح ملفات "الأمن والسلم بأفريقيا"، و"مشروع قرار للتصدي للإرهاب، وحل الصراعات والنزاعات المسلحة". ويشار إلى أنه تم الاتفاق على نقل رئاسة "الاتحاد الأفريقي" من دولة زيمبابوي إلى تشاد.