فوجئ فاعلون محليون بمدينة العيون، بتعليق يافطة صغيرة تحمل عبارة "مكتب الاتحاد الإفريقي"، وذلك على جدار إحدى المؤسسات القريبة من مقر الأممالمتحدة بالمدينة. واعتبر فاعل محلي بالعيون، أن تعليق هذه اليافطة يعد "استفزازا غير مقبول، نظرا لمواقف المنظمة المعادية للوحدة الترابية للمغرب"، حسب قوله. جدير بالذكر أن منظمة الاتحاد الإفريقي، تعترف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، وتحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع جبهة البوليساريو الانفصالية، وسبق للمغرب أن اعترض على عدد من قرارات رئيسة مفوضيتها "نكوسازانا دلاميني زوما"، خاصة التي كانت قد دعت فيها إلى تعيين ما سُمي ممثلا خاصا بملف الصحراء، سنة 2014، وكذا قرار يتعلق باكتشاف الموارد الطبيعية بالمنطقة. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، قد رفضت بشكل قاطع تعيين منظمة الاتحاد الإفريقي لممثل لها في الصحراء، واصفة قرار الاتحاد بكونه "أحاديا ومتجاوز والمغرب غير معني به أبدا". وأرجعت وزارة مزوار ذلك إلى "انحياز المنظمة الإفريقية المطلق وغير المبرر، إذ يعد هذا الاتحاد المنظمة الإقليمية والدولية الوحيدة في العالم التي تضم ضمن أعضائها "كيانا وهميا"، في خرق تام للشرعية الدولية وتناقض مطلق مع موقف ثلثي أعضائه"، حسب بيان سابق للوزارة. إلى ذلك، ورغم انسحابه منها لأكثر من 30 عاما، حضر وفد مغربي ترأسته الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون مباركة بوعيدة، لأشغال قمة الاتحاد الإفريقي التي انعقدت أول أمس السبت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ورأى متتبعون، أن حضور بوعيدة لأشغال هذه القمة خلق "سعارا" لدى مدعمي الأطروحة الانفصالية ممن استفادوا من سياسة الكرسي الفارغ التي نهجها المغرب لأزيد من 3 عقود، فيما أشارت مصادر "العمق المغربي"، أن طبيعة حضور المغرب للقمة لهذا العام تعد "سابقة من نوعها" عكس السنوات الماضية. وكانت بوعيدة، قد أجرت يوم الأربعاء الماضي، في أديس أبابا، عدة مباحثات مع عدد من وزراء الخارجية الأفارقة، من بينها اللقاء الذي جمعها مع "إبراهيم ساني أباني"، المدير التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء و الذي يضم 28 دولة إفريقية.