في الوقت الذي توجه فيه الإعلام والقضاء الفرنسي إلى الاعتقاد بأن المغربي عبد الحميد أبا عوض هو العقل المدبر لهجمات باريس، خرج تحقيق جديد ليكشف أن من يقف وراء هذه الأحداث هو شخص يدعى سالم بنغالم، فرنسي الجنسية، يبلغ 35 سنة من العمر، مؤكدا أنه ما يزال حرا طليقا في سوريا وأنه بصدد الإعداد لهجمات جديدة قد تكون "مفجعة". وبحسب التحقيقات التي قام بها المعهد الفرنسي "TRAC"، فإن سالم بنغالم هو الذي رتب لهجوم باريس انطلاقا من سوريا، مشيرا إلى أنه يوصف بكونه أحد "جلادي داعش"، كما أنه مطلوب من قبل الأمن الفرنسي منذ عام 2001 بتهمة القتل والشروع في القتل، وقيل إنه هرب إلى الجزائر ومنها عاد إلى فرنسا، ليترك البلاد عام 2012 متوجها إلى سوريا. ووفق المصدر نفسه، فقد حكم على بنغالم العام الماضي بالسجن 15 سنة من طرف محكمة بباريس، وأيضا صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية عام 2014، وتمت إضافة اسمه إلى قائمة الإرهابيين العشرة المطلوبين من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. تحقيق بثته قناة "BFM TV" أورد أن أبا عوض كان قد أوكلت له مهمة التنسيق لهجمات باريس، وأنه كان عضوا في جهاز الأمن الداخلي لما يسمى ب"داعش"، ومكلفا بمهمة إعداد "الجهاديين" من أجل إجراء عمليات خارجية. المصدر نفسه أشار إلى أن المغربي البلجيكي ذا 27 سنة، والذي قتل خلال اقتحام الشرطة الفرنسية للشقة التي كان يختبئ فيها بباريس، كان قد وصف سابقا بأنه هو "العقل المدبر" لهجمات باريس، في حين إنه مجرد "منسق بسيط"، كما كان أحد أعضاء القيادة في "أرض المعركة". ووفقا ل "BFM TV"، فإن أبا عوض كان مكلفا بالبعثات الهامة في سوريا، سواء تعلق الأمر بالتجنيد أو إعداد العمليات الخارجية، كما كان أيضا عضوا في "الشرطة السرية" ل"داعش" في معقل الرقة، ومسؤولا بشكل خاص عن "سجلات الفروذز" للمرشحين لتنفيذ الهجمات رفقة بلجيكيين آخرين، في حين يبقى القرار الأخير لشخصين يحملان الجنسية التونسية.