عاشت عدد من مدن شمال المغرب، صباح اليوم، على وقع مشاعر الفزع والرعب، جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة، خاصة في مدينة الحسيمة وضواحيها، تخوفا من تكرار سيناريو 2004، فيما وصلت الحصيلة الأولية للزلزال إلى تسع إصابات متفاوتة الخطورة. ويروج وسط ساكنة المنطقة، صباح اليوم، أخبار عن وفاة طفل في الثامنة من عمره بأجدير، بسبب أزمة قلبية عزاها البعض إلى الخوف، لكن بنحمادي عبد الرحيم، المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة تازةالحسيمةتاونات، استبعد أن يكون الهلع من اهتزاز الأرض هو سبب الوفاة. وأوضح بنحمادي، في تصريح لهسبريس، أنه لا يمكن أن يكون الخوف من الزلزال هو الذي تسبب بالأزمة القلبية للطفل الصغير"، مشيرا إلى أن "الفقيد كان يعاني من مرض مزمن، وأنه سيخضع للتشريح للتأكد من حيثيات وفاته". وأشار المتحدث إلى أنه "لحد الساعة تم تسجيل تسع إصابات، ويتعلق الأمر بثمانية كسور متفاوتة الخطورة جراء محاولة الهرب عن طريق القفز من النافذة، إضافة إلى سيدة مسنة التوى كاحلها، وأيضا امرأة حامل أصيبت بحالة هلع، وتخضع حاليا لمواكبة طبية ونفسية". وأورد مصدر من مدينة الحسيمة بعد تسجيل الهزة الأولى، في حوالي الساعة 4 و20 دقيقة، أن المواطنين خرجوا إلى الشارع تخوفا من الهزات الارتدادية، ومنهم من لازال يرفض العودة إلى البيوت على الرغم من أن "الوضع مستقر" حاليا. ووصفت مواطنة من الناظور، الزلزال الذي ضرب المدينة ب"القوي"، مردفة بالقول "أحسسنا بالمنازل تهتز بنا، لدرجة أن خزانة الملابس في غرفتي كادت تسقط، وهو ما دفع الكثيرين إلى الخروج للشارع خوفا من حدوث "الكارثة"، بحسب تعبيرها. أما في مدينتي تطوانوطنجة، فكانت الحدة أضعف والخوف أقل، وقال مصطفى الرحالي، أستاذ متقاعد بمدينة تطوان، إنه أحس بالهزة الأولى على الساعة 4:23 صباحا، مردفا: "الهزة الأولى حركت أثاث البيت كما غادرت ابنتي الصغيرة غرفتها خوفا"، موضحا أنه كانت هناك هزات ارتدادية ثانية، لكن شدتها "أضعف". أما في طنجة، فقد كانت حدة الزلزال أخف، ولم يحس به أغلب المواطنين، وتقول صفاء الهراز إنه في الساعة 4:25 صباحا شعرت بالحركة، وبدأ مصباح الغرفة يتحرك ذهابا وإيابا، موضحة أنها علمت بموضوع الزلزال من خلال مواقع إخبارية اسبانية، واطلعت على الأضرار التي حلت بمليلية.