قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، إن الجهود المبذولة لإدخال البنوك الإسلامية إلى المغرب تعتبر "جهادا في سبيل الله لتنزيل الشريعة الإسلامية على أرض الواقع"، متوقعا أن يحالفها النجاح، وقال بقين: "سننجح إن شاء الله". الداودي، الذي كان يتحدث في ندوة دولية نظمتها الجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي، حول موضوع "البنوك التشاركية وأدوات المالية الإسلامية: الخصوصية المغربية"، قال إن صفة "إسلامية" جاءت لتمييز المؤسسات المالية الإسلامية عن غيرها، في إطار تاريخي تميز بصراع المذاهب. وأوضح المتحدث أن الصراع المذهبي كان قائما بين الماركسية الليبرالية والماركسية التقليدية، وحين غلبت الماركسية الليبرالية وأصبحت طاغية "كان علينا أن نتساءل أين الإسلام؟"، يقول الداودي، مشيرا إلى أن تسمية "البنوك الإسلامية" انبثقت من هذا السؤال، "ولو لم تكن البنوك الأخرى موجودة ما سُمّيت بذلك، ولما سمعنا اقتصادا إسلاميا"، على حد تعبيره. غير أن الداودي شدد على ضرورة عدم السقوط في أي نوع من التمييز بناء على صفة "الإسلامية"، مؤكدا أن المنهج الإسلامي "هو منهج رباني جاء للعالمين". وأرجع المتحدث سبب تواري الاقتصاد الإسلامي إلى أن "المسلمين زَاغُوا عن الطريق، ولذلك من الطبيعي أن يكون هناك فساد". وفي ما يتعلق بحضور الاقتصاد الإسلامي في المغرب، قال الداودي إن المغرب كان سباقا في هذا المجال، إذ "دخل الاقتصاد الإسلامي إلى الجامعة المغربية في وقت كانت كلمة إسلامي نشازا، وكان يصعب على الأساتذة أن يتحدثوا عن الاقتصاد الإسلامي، لأن التيار المهيمن آنئذ كان يساريا، وكان السياسيون المتحدثون في الموضوع ينعتون بالمتطرفين"، يقول الداودي. وفي الوقت الذي يستعد المغرب لفتح أبوابه أمام البنوك الإسلامية، (البنوك التشاركية وفق تعريف بنك للمغرب)، قال الداودي إن المرحلة الصعبة هي مرحلة إنجاح هذه البنوك، لافتا إلى أن "النضال السياسي لإدخالها إلى المغرب أسهل بكثير من المرحلة المقبلة، خاصة على مستوى التنافسية". وحذر القيادي في حزب العدالة والتنمية الأبناك الإسلامية من مغامرة ولوج السوق المغربية إذا لم تكن قادرة على منافسة البنوك التقليدية، قائلا: "إما أن تدخل وأنت قوي أو لا تدخل"؛ كما دعا أصحاب رؤوس الأموال الذين سيستثمرون في هذا المجال إلى عدم التفكير في "تعظيم الأرباح"، لأن ذلك -يردف المتحدث- "سيكون بمثابة صدمة لكل من يناضل من أجل هذه المؤسسات". ووقف الداودي عند هذه النقطة ليشير إلى أن "المواطن المغربي لم يكن لديه أي حرج في الماضي في التعامل مع البنوك التقليدية، في غياب بديل لها"، لافتا إلى أن المواطنين المغاربة سيجدون أنفسهم محرجين في حال كانت تكاليف البنوك الإسلامية أعلى من نظيرتها المتعمدة لدى البنوك التقليدية، وتابع: "الشباب يبحث عن محيط يعيش فيه تعاليمه الإسلامية، ونتمنى أن يدخل السوق المغربية من يؤمن بهذه القضية، وليس من يبتغي الربح فقط".