أكد الوزير الأول التونسي قائد السبسي أن قضية الصحراء تشكل عرقلة في العمل الاندماجي المغاربي وتستوجب حلا سياسيا نهائيا وفقا للشرعية الدولية. وأشاد السبسي الذي استقبله الملك محمد السادس، الأربعاء 16 مارس الجاري بالقصر الملكي بالرباط، بمضامين الخطاب الملكي ليوم 9 مارس 2011 وبالرؤية المتجددة للملك محمد السادس التي تندرج في سياق المبادرات الإصلاحية الهادفة لبلورة مشروع مجتمعي مغربي متطور وحداثي . وبشأن ما تشهده بعض البلدان العربية من أحداث وخاصة ليبيا،ثمن الوزير الأول التونسي المواقف الحكيمة للملك محمد السادس مشاطرا انشغاله الكبير بما يشهده هذا البلد الشقيق من تصاعد لأحداث العنف والاقتتال وتداعياتها على الاستقرار والأمن في المنطقة. كما عبر الوزير الأول التونسي عن شكر بلاده للملك محمد السادس وامتنانها العميق للمساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة المغربية لتونس لمواجهة النزوح الكبير للجاليات الأجنبية جراء هذه الأحداث . وبخصوص اتحاد المغرب العربي أكد الملك محمد السادس على ضرورة توطيد دعائم الاتحاد باعتباره خيارا استراتيجيا اندماجيا وتكامليا لا بديل عنه وآلية للتعاون والتضامن بين دوله الخمس وذلك وفق روح ومنطوق معاهدة مراكش التأسيسية ومن خلال رؤية مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار التطلعات الحقيقية لشعوب المنطقة في التنمية المشتركة والبناء الديمقراطي . وأوضح بلاغ للديوان الملكي أن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها للوزير الأول التونسي خارج الجمهورية التونسية منذ تقلده لمهامه،تجسيدا لأواصر الأخوة والروابط التاريخية المتينة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين،وترسيخا لسنة التشاور والتنسيق بينهما . وتأتي هذه الزيارة،يضيف البلاغ،لتعزيز علاقات التعاون والتضامن المتميزة التي تجمع البلدين في كافة المجالات ولتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وخلال هذا الاستقبال استعرض الوزير الأول التونسي تطورات الأوضاع في بلاده والإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة في أفق انخراط جميع مكونات الشعب التونسي في مسار التنمية والديمقراطية. وقد أعرب الملك محمد السادس بهذه المناسبة عن تقديره وإشادته بإجماع مختلف المكونات والقوى الحية التونسية على نهج الحوار والوئام لبلوغ ما يتطلع إليه الشعب التونسي الشقيق من طمأنينة واستقرار وتقدم وازدهار ومواصلة تونس النهوض بدورها الإيجابي والفعال في محيطها المغاربي والإقليمي،مؤكدا جلالته استعداد المغرب القوي لدعم هذا المجهود الوطني لتحقيق الانتقال المنشود. وقد كان هذا الاستقبال أيضا مناسبة للتعبير عن الارتياح المشترك للمستوى المتميز الذي تعرفه علاقات البلدين وعزمهما الدفع بهذه العلاقات الوطيدة إلى آفاق أرحب من خلال التفعيل الأمثل لاتفاقية أكادير لإقامة منطقة التبادل الحر العربية المتوسطية ورفع الحواجز التي تحول دون بلورة شراكة اقتصادية تنسجم مع متطلبات العولمة والتكتلات الإقليمية .