انتهت الهجمات الإرهابية التي شنها مسلحون تابعون لتنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي"، الجمعة الماضي، على فندق "سبلانديد"، ومطعم "كابوتشينو" وسط واغادوغو ببوركينافاسو، بمقتل 30 مدنيا وإصابة العشرات؛ وهو الهجوم الذي نال من حياة المصورة المغربية ليلى علوي، فيما قضى "القاعديون" الثلاثة نحبهم برصاص قوات الجيش. الاستهداف كان وراءه مسلحون ثلاثة، وجهوا رصاصهم القاتل والغادر صوب عشرات المدنيين الذين كانوا يتواجدون يوم الجمعة 15 يناير 2016 في فندق "سبلانديد"، ومطعم "كابوتشينو" بالعاصمة البوركينابية، بمن فيهم المغربية ليلى علوي، التي أصيبت بجروح بليغة خلال تلك الهجمات الإرهابية، قبل أن تسلم الروح إلى بارئها مطلع هذا الأسبوع، متأثرة برصاصتين اخترقتا جسدها. بلاغ تنظيم "القاعدة"، الذي تلا عملية "واغاداوغو" الإرهابية بيومين، أماط اللثام عن المنفذين الثلاثة، وجاء بعنوان "غزوة بوركينافاسو.. عندما تثأر إفريقيا المسلمة لضحاياها". وكشف البيان صور ثلاثة مسلحين، تحيل إحداها إلى ذي أصول جزائرية، حسب ما تناقلته المواقع الرقمية الجهادية الموالية للقاعدة، وهو الملقب ب"البتار الأنصاري"، إلى جانب كل من "أبو محمد البوقلي الأنصاري"، و"أحمد الفلاني الأنصاري". وذكر البيان ذاته أن الهجمات جاءت بعد "دراسة وتخطيط وجمع معلومات ورصد للأهداف"، فيما وصف فندق "سبلانيد" ومرافقه ب"أخطر أوكار الجوسسة العالمية في غرب القارة الإفريقية..تدار منه الحرب على الإسلام، وتعقد فيه صفقات نهب خيرات إفريقيا". فيما أورد البلاغ، وهو يشرح طريقة الهجوم: "انقضوا على مطعم كابوتشينو الذي يرتاده كبار المجرمين، وأثخنوا فيهم". بعد الهجوم على المطعم، الذي كانت تتواجد فيه الراحلة ليلى علوي، تابع البلاغ، الذي أصدرته مؤسسة "الأندلس للإنتاج الإعلامي"، التابعة ل"القاعدة": "ثم يمموا نحو هدفهم الرئيس، الفندق.. استمرت العملية عدة ساعات، تمكن فيها فرساننا من قتل رؤوس الإجرام الصليبي من جنسيات متعددة"؛ فيما أورد أن العملية الإرهابية تأتي "للثأر للمسلمين في إفريقيا الوسطى ومالي"، و"تذكيرا لفرنسا وحلفائها..". ويأتي الهجوم المسلح الدامي الأخير في واغاداوغو أسابيع (نونبر 2015) بعد تبني تنظيم "المرابطون"، الذي يقوده الجزائري مختار بلمختار، الملقب ب"الأعور"، والموالي لتنظيم "القاعدة"، لهجوم مسلح استهدف فندق "راديسون بلو" في باماكو المالية، وهو الهجوم الذي نفذ بتنسيق مع "إمارة الصحراء" في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وذهب ضحيته أكثر من عشرين شخصا. هذا الهجوم سبقه آخر مماثل خلال العام ذاته، وبالضبط يوم 6 مارس 2015، إذ تبنى تنظيم "المرابطون" هجوما مسلحا استهدف مطعما في العاصمة المالية باماكو، أوقع خمسة قتلى، بينهم أوروبيون. بالموازاة مع ذلك، وقبل هجوم واغادوغو بأيام، خرج الجهادي الجزائري جمال عكاشة، الملقب ب"يحيى أبو الهمام"، وهو زعيم "إمارة منطقة الصحراء"، أحد فروع "قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي"، بحوار مع أحد المواقع الرقمية الموريتانية، يكشف فيه مخطط "القاعدة" في منطقة الساحل الإفريقي، قائلا إن "دول المنطقة المتحالفة مع فرنسا، والتي شاركت معها في الحرب الصليبية على أمتنا المسلمة.. لن ندّخر جهدا في السعي إلى استهدافها واستهداف مصالح الغرب فيها". الحوار الذي وصف ب"المثير"، ذكر فيه يحيى أبو الهمام أن هدف "القاعدة" من العمليات الإرهابية التي تطال دولا إفريقية يبقى "طرد الغزاة الصليبيين من كل أراضي المسلمين، واسترجاع حقوقهم وخيراتهم المسلوبة، وإزالة الحكام المرتدين الذين تسلطوا على رقاب المسلمين، واستبدالهم برجال ربانيين يحكمون بالشريعة"، في إشارة إلى حكومة واغادوغو المشكلة حديثا في بوركينافاسو، أسابيع فقط على انتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد انتفاضة شعبية أسقطت نظاما دام 27 سنة.