"الراس اللي ما يدور كُدية"، مثل شعبي مغربي يُضرب لمن يغير آراءه ومواقفه سريعا، ف"الكدية" هي الشجرة أو المرتفع من الأرض الذي لا يدور ولا يتحرك من مكانه .. وهو مثل تناقله الآباء والأجداد، ولا زال يُردد إلى اليوم عند المغاربة .. ولعله يوافق تماما "الحالة النفسية والفكرية" التي وصل إليها الشيخ السلفي محمد الفزازي. الفزازي ما إن يوافقه المرء على أفكاره ومواقفه، وينشر له المنبر الصحفي أقواله وخرجاته، فهو "الحبيب" الذي فتح له قلبه، والذي لا مثيل له، لكن ما إن يرفض ذات الموقع بث أخبار الرجل كما يريد هو نشرها، فحينئذ ينقلب الحب إلى بغض، ويستحيل الود إلى شتائم يتقن الرجل رميها في وجه كل من يخالفه الرأي والموقف. ويرى كثيرون أن الشيخ المدان ب30 سنة سجنا على ذمة قضايا الإرهاب، قبل أن يحظى بعفو ملكي عانق على إثره الحرية، صار "مَلَكِيا أكثر من الملك" نفسه، وبات يرفع في وجه كل من ينتقد أوضاعا اجتماعية أو سياسية معوجة، لافتة "خيانة البلاد"، و"إثارة الفتنة"، وغيرها من التهم الجاهزة لديه.. وينهل الفزازي من معين معجمه المليء بالشتائم والأوصاف القدحية، التي استبدلها بمعجم التكفير الذي كان يخوض فيه قبل سجنه، فتارة يصف مغنية شعبية بالساقطة، وينعت ممثلة متهورة بأنها عاهرة وفاسقة، وتارة يصف مدونة شابة بكونها "رويبضة"، وحينا يصف موقعا فتح له الباب بأنه بات ينشر الخزي ويعارض العفة..إلى آخر معجمه الوحيد والفريد من نوعه.