يبدو أن حدة الإجرام في مدينة سلا بدأت تأخذ منحى تصاعديا خطيرا، فبعد أن كانت تقتصر على سرقة المواطنين وسلب ممتلكاتهم في واضحة النهار، انتقل هذا الوضع، بطريقة تراجيدية، إلى تخريب الممتلكات وقطع الطرقات وإرهاب ساكنة المدينة، واستعراض الأسلحة البيضاء على مرأى من الكبار والصغار. وكانت عدد من المناطق في مدينة سلا، نهاية الأسبوع، على موعد مع "معارك" كان أبطالها قرابة 30 شخصا، مدججين بالأسلحة البيضاء، حيث دخلوا في كَر وفرّ في ما بينهم بالقرب من حي الموحدين، وسط صراخ نساء وإغماء إحداهن، وتوقف حركة السيارات؛ فيما سارع بقالون إلى إقفال محلاتهم إلى حين هدوء الأوضاع. وعاش الحيّ حالة من الفوضى، خاصة أن المواجهات دارت قرب "سوق تابريكت"، إذ هم رواده بالإسراع في مغادرة المكان، خاصة منهم المرفوقون بأطفال صغار؛ فيما تجمع آخرون على سيدة مغمى عليها، قبل أن يبادر مواطنون إلى إعلام رجال الشرطة. وأفاد شهود عيان بأن معارك أخرى اندلعت، حوالي الساعة العاشرة ليلا من ليل الأحد، بالقرب من محطة "طرام تابريكت"، المقابلة ل"كريان الديبُّو"، إذ أقدم مسلحون فاقوا عشرين شخصا على تحطيم سيارات المواطنين، فملأت شظايا الزجاج المكان، ليبادر سائقو السيارات إلى تغيير وجهاتهم وسلك شوارع ثانوية للابتعاد عن المكان. وتستمر معاناة سكان مدينة سلا، التي باتت نقطة سوداء ومَرتعا للمجرمين واللصوص، مع حوادث الاعتداء واعتراض السبيل من أجل السرقة، ما دفع كثيرين إلى تسجيل شكايات لدى الدوائر الأمنية، وعمدَ آخرون إلى تنظيم وقفات احتجاجية ضد هذا الواقع، ولجأ البعض إلى تثبيت كاميرات مراقبة بأحد أزقة "قرية سيدي موسى"، من أجل توثيق الاعتداءات التي تقع في واضحة النهار، دون أي جدوى. كما انتقلت "البلطجة" التي يمارسها المجرمون في أزقة وأحياء مدينة سلا إلى المدارس التعليمية، إذ فوجئ تلاميذ وأطر الثانوية التأهيلية "لسان الدين ابن الخطيب" باقتحام المؤسسة من عشرات الغرباء، مدججين بالأسلحة البيضاء والعصي، الأمر الذي أربك السير العادي للدراسة، ودفع هيئة التدريس إلى استنكار الحادث الذي انتهك حرمة المؤسسة التعليمية التربوية، مطالبة السلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها في ضمان الأمن داخل وخارج المؤسسة.