فازت خديجة عريب، الهولندية المنحدرة من أصل مغربي، برئاسة الغرفة الثانية لبرلمان هولندا، وذلك بحصولها، خلال الجولة الأخيرة من التصويت، على 83 صوتا مقابل 51 لمنافسها المنتمي الحزب الليبرالي، وذلك من أصل 134 صوتا عبر عنها 150 عضوا في مجلس المستشارين ببرلمان لاهاي. عبدو المنبهي، رئيس المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية بأمستردام، اعتبر، في تصريح لهسبريس، أن انتخاب خديجة عريب انتصار للديمقراطية بالأراضي المنخفضة، موردا أنها "أفلحت في نيل المنصب رغم الحروب العديدة التي خاضها ضدها خصومها السياسيون، من أشخاص وتنظيمات". وأورد لمنبهي أن خصوم عريب ركزوا بالأساس على توجهاتها اليسارية وانتمائها للمغرب، مشددا على أنها تستحق التواجد على رأس المؤسسة التشريعية لمراكمتها ل17 سنة من الخبرة في العمل البرلماني، ولتحركاتها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة والأطفال وحقوق الإنسان عموما. الفاعل الجمعوي المغربي بهولندا شدد على أن وصول خديجة عريب إلى رئاسة البرلمان سيعيد الثقة للجميع، وأضاف "نعيش في جو عام يسيطر عليه الإحباط وفقدان الأمل والعنصرية، وفلاح عريب في الوصول إلى مركز مسؤولية مهم سيعيد الثقة خصوصا للهولنديين من أصل مغربي، الثقة في أنه يمكننا تحقيق الأهداف إذا سرنا على طريق الديمقراطية، وهذا مهم جدا". وأكد لمنبهي أن أول ملف سيتدارسه البرلمان برئاسة عريب، هو المتعلق بتعديل اتفاقية الضمان الاجتماعي الموقعة بين المغرب والمملكة الهولندية سنة 1973. وعلى عكس لمنبهي، اعتبر الناشط الجمعوي بالأراضي المنخفضة مصطفى أينض أن انتخاب خديجة عريب رئيسة للبرلمان الهولندي لن يقدم جديدا ولن يغير شيئا، مبررا ذلك بكون منصبها وظيفة تحافظ على قانون وقواعد النقاش في المؤسسة التشريعية. واعتبر أينض أن الهجمة الشرسة للحزب اليميني المتطرف، بقيادة خيرت فيلدرز، وتركيزه على أصولها المغربية وازدواجية جنسيتها وولائها وانتمائها إلى ثقافة إسلامية صحراوية لا يسمح لها بأن تكون على رأس مؤسسة تشريعية لبلد ديمقراطي ومتحضر، وفق تعبيره، "وذلك ما جر عليه غضب جميع الأحزاب السياسية، وساهم في نجاح عريب سياسيا". خديجة عريب من مواليد 1960 بالمغرب، هاجرت من سطّات إلى الأراضي المنخفضة رفقة عائلتها وهي ابنة ال15 ربيعا، وتفوقت في جميع مراحل دراستها، كما درست علم الاجتماع بأمستردام، ودخلت عالم السياسة في سن صغيرة، قبل أن تلج قبة البرلمان سنة 1998 تحت لواء حزب العمل، وشغلت، مؤخرا، منصب مسيرة لأشغال مجلس النواب بالنيابة. كما عرفت خديجة عريب بنشاطها الجمعوي في مجال الدفاع عن حقوق النساء والأطفال، حيث انخرطت في عدة تنظيمات بالأراضي المنخفضة.