يكثر الإقبال على المسلسلات المدبلجة بالدارجة المغربية داخل المجتمع المغربي، وهو ما يلقى انتقادا كبيرا، خاصة من قبل علماء الاجتماع الذين يرون أن هذه الأفلام تنقل قيما ومبادئ أجنبية عن المجتمع، ويسهل ترسيخها بسبب اللغة. رشيد الجرموني، عالم اجتماع، يقول إنه يتم الاعتماد على نظرية مفادها أن "القيم تصل عن طريق اللغة المستعملة لدى الشعوب"، مشيرا إلى أن المسلسلات التركية أو المكسيكية التي يتم بثها حاليا على قنواتنا العمومية ترسخ قيما مخالفة للقيم المجتمعية، وتحاول ما أمكن التطبيع مع بعض المشاهد والسلوكات، موضحا أن اللغة المستعملة، أي الدارجة، تؤدي إلى سهولة الوصول إلى المبتغى. وأشار الجرموني، في حديثه مع هسبريس، إلى أن "هناك صراعا حول القيم"، مضيفا: "ندبلج المسلسلات وتكون حاملة لقيم معينة؛ مثلا العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج أو غيرها"، مردفا: "إذا حملت هذه القيم باللغة العربية أو الفرنسية ستجد إقبالا أقل، لكن عبر استخدام الدارجة تنقل هذه القيم إلى قاع المجتمع وتصبح العملية متداولة خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم هشاشة على المستوى الفكري واللغوي"، على حد قوله. المتحدث أوضح أن لهذه الأفلام تأثيرات قوية على الأطفال، خاصة على المستوى اللغوي، مبرزا أن "الطفل يحتاج إلى لغة راقية ليرتفع إليها، وعن طريق هذه البرامج نجني على أجيال من الأطفال ونفقدهم ملكاتهم اللغوية". وأكد عالم الاجتماع أن المسلسلات والرسوم المتحركة المدبلجة بالدارجة المغربية تحاول إشباع الأطفال بقيم استهلاكية، وزاد قائلا: "نبني جيلا فاقدا لأي قيم، وعبارة عن سلة ترمى فيها جميع الماركات". الجرموني دعا الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إلى التدقيق في الدبلجات، وأن يتم التوجه "على الأقل، إلى استخدام لغة وسطية ما بين الدارجة والفصحى"، ناهيك عن تنقية البرامج الموجهة للأطفال من كل القيم غير المتناسبة مع المجتمع المغربي. ونبه المتحدث إلى أنه في وقت سابق كانت تتم دبلجة الأفلام والمسلسلات باللغة العربية الفصحى، في حين تم التوجه، مؤخرا، إلى دبلجتها بالدارجة، نظرا لأن "هناك خلفية يؤطرها المتحكمون في وسائل الدبلجة وفي الإنتاج، إذ إن لهم غرضا ارتجاليا ويرغبون في أن تجد منتجاتهم رواجا كبيرا"، على حد قوله.