مثل كرة ثلج تبدأ صغيرة في قمة الجبل وتكبر بتدحرجها نحول السفح، يبدو أن قضية الأساتذة المتدربين لن تقف عند حدود "الاعتداء" الذي تعرض له المحتجون يوم الخميس الفائت، ولا عند القَسم الغليظ الذي طوق به رئيس الحكومة عنقه، بحلفه بالله أن لا تراجع على المرسومين حتى لو سقطت الحكومة. وفيما ينذر شد الحبل بين "أساتذة الغد" والحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران بمزيد من التوتر والتصعيد في الأيام القليلة المقبلة، فإن الأصوات المنددة بما جرى من اعتداءات على "رجال التعليم" لا زالت ترتفع، كما أن الاستنكار طال قَسَم بنكيران الذي رهن به استمرار الحكومة أو سقوطها. الناشط الحقوقي عضو المجلس البلدي لمدينة كلميمة، لحسن بوعرفة، أحد هؤلاء الذين هاجموا رئيس الحكومة بعد قسمه الغليظ الذي لوح به في وجه شباب في عمر الزهور، سلكوا طريق الاحتجاج السلمي لنيل مطالبهم التي يرونها مشروعة، قبل أن تداهمهم عصي وهراوات رجال الأمن. بدوره أقسم بوعرفة بالله، ضمن تسجيل مرئي بُث على موقع "يوتيوب"، بأن بنكيران لا يحب الاستقرار لهذا البلد، وبأنه يريد خلق الفتنة في البلاد، مشيرا إلى أنه حين أعرب عن تضامنه مع رجال الأمن ضد "أساتذة الغد"، يكون قد فرق بين أبناء المجتمع الواحد، هؤلاء رجال أمن وأولئك محتجون. ونصح بوعرفة، وهو رجل تعليم أيضا، رئيس الحكومة بأن يذهب سريعا إلى عيادة زميله في حزب العدالة والتنمية، الدكتور سعد الدين العثماني، الطبيب النفسي، حتى يمنحه علاجا نفسيا مكثفا، قبل أن يضيف بأن دماغ رئيس الحكومة ليس بخير، بعد أن أقسم بذلك القسم أمام المغاربة. وعاد بوعرفة إلى ماضي بنكيران، حيث ذكّره بأنه كان يتعامل مع الخلطي، أحد ضباط جهاز المخابرات حينها، وقال مخاطبا رئيس الحكومة: "كان الخلطي يأتي عندك، وتقول له فلان قام بكذا وكذا، وكنت تبيع وتشتري في مواطنيك، حتى إن الراحل الخطيب قال لصديقه: احْضي من بنكيران فهو شكّام". وعاد المتحدث، ضمن التسجيل ذاته، إلى القول إن "رئيس الحكومة بتصرفه ذاك يريد إثارة الفتنة في بلد ينعم بالأمن والهناء والاستقرار، بفضل جلالة الملك، وليس بفضل بنكيران"، على حد تعبيره، قبل أن يردف أنه "إذا لم يتدخل العاهل الكريم ببعد نظره وحكمته، فإن الفتنة ستندلع في البلاد". وبعد أن دعا الناشط الحقوقي بنكيران بالكف عن "تحراميات"، و"النكت الحامضة"، أشار إلى ما سماه ب"تغيرات حصلت في شكل رئيس الحكومة، حيث صارت له كرش منتفخة، وشذب كثيرا من لحيته، ونظاراته باهظة الثمن، وأبناؤه يدرسون بالمنحة، فيما أبناء المساكين يتلقون العصي على ظهورهم". ولفت المتحدث إلى أنه يمكن خداع شعب لفترة من الزمن، لكن لا يمكن خداعه طيلة الزمن، مضيفا أن عددا كبيرا من مناصري وأبناء حزب العدالة والتنمية صاروا يعترفون بأن بنكيران غدر بالمواطنين، مشددا على أن الجرائم لا تقادم فيها، وأن "نهاية بنكيران باتت محسومة، وهي مسألة وقت ليس إلا"، بتعبير بوعرفة.