أسابيع قليلة على تنصيبها على رأس القنصلية المغربية العامة بميلانو الإيطالية، بادرت فاطمة بارودي إلى استدعاء رؤساء الجمعيات المغربية بجهة لومبارديا إلى مقر القنصلية، في لقاء تواصلي، يندرج في إطار ما أسمته "فتح صفحة جديدة" للعلاقة بين التمثيلية الدبلوماسية المغربية التي تترأسها وأفراد الجالية المغربية المقيمين بهذه الجهة. اللقاء الذي جاء بعد سنوات من القطيعة بين مكونات المجتمع المدني المغربي والهيئات الدبلوماسية المغربية بإيطاليا شهد حضور حوالي 60 جمعية تشتغل في مجالات وميادين مختلفة، وشكل مناسبة لاستعراض العديد من المشاكل التي تتخبط فيها الجالية المغربية بإيطاليا عموما، وبجهة لومبارديا خصوصا، إذ حملت العديد من التدخلات المسؤولية لما أسمته "غياب التفاعل الإيجابي من قبل السلطات المغربية مع طلبات أفراد الجالية، رغم بساطتها". وتساءلت التدخلات ذاتها كيف يستثني الوزير المكلف بالجالية وشؤون الهجرة الجالية المغربية إيطاليا من أي زيارة رسمية؟ وكيف يتم سحب مدرسي اللغة العربية دون تعويضهم وترك المئات من التلاميذ المغاربة دون تأطير بيداغوجي؟، إضافة إلى تسجيل افتقار القنصلية إلى أدنى قنوات الاتصال مع أفراد الجالية. وأوضحت القنصل العام من جانبها أن العديد من المشاكل تبقى خارج مسؤوليتها، بل حتى خارج مسؤولية السلطات المغربية عموما، كمسألة مدرسي اللغة العربية الذين لم تستطع السلطات الإيطالية أن تجد حلا قانونيا لتواجدهم بالتراب الإيطالي، مشددة في الوقت نفسه على أنها ستبذل كل جهودها لتحسين نوعية الخدمات التي تقدمها القنصلية، انطلاقا من مسألة التواصل، إذ أعطت تعليماتها لتجديد الموقع الرسمي للقنصلية، وفتح صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، واعدة بأن يتم تحويل جميع الشكايات والطلبات إلى السلطات المختصة بالمغرب، وداعية الفاعلين الجمعويين إلى مساعدتها على فتح صفحة جديدة لعلاقة المواطنين المغاربة بالقنصلية التي تشرف عليها منذ حوالي شهرين. وتجدر الإشارة إلى أن تعيين فاطمة بارودي على رأس القنصلية المغربية بميلانو جاء على ضوء خطاب العرش الأخير للملك محمد السادس، الذي عبر من خلاله عن استيائه من تعامل عدد من القناصل في العالم مع المهاجرين المغاربة، داعيا إلى إنهاء مهام كل من قصّر في أداء واجبه. وقامت وزارة الخارجية والتعاون في 20 أكتوبر من السنة الماضية بتعيين 31 قنصلا جديدا، 80 % منهم يتحملون المسؤولية لأول مرة على، غرار القنصل العام بميلانو.