كثيرة هي أوجه الشبه التي تجمع وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، بنظيرتها التركية، وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية سما رمضان أوغلو؛ فكلاهما ينتمي إلى حزب أغلبيّ ذي مرجعية إسلامية، ويحمل الاسم ذاته، "العدالة والتنمية". إلا أن المثير في أوجه الاختلاف بين الوزيرتين الإسلاميتين، ظهر حين تناقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية صورا للوزيرة سما رمضان أوغلو داخل مكتب وزارتها، وهي تتلقى دروسا خصوصية في "محو أمية لغة الإشارة" للتواصل مع فئات الصم والبكم، على يد مزطرة تبدو أنها متمكنة من "تدريس الإشارات"، حيث لم تخف الوزيرة موقفها من كون" تعلم الإشارة واجبا وطنيا ينبغي على جميع الوزراء تأديته". سما رمضان أوغلو، التي لم يمض على تعيينها وزيرة، ضمن التشكيلة الحكومة الجديدة، سوى شهر ونصف، كشفت أن رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب "العدالة والتنمية"، أحمد داود أوغلو، يعرف لغة الإشارة، مشددة على أنها ستطرح قضية تعلم تلك اللغة على كافة الوزراء، وقالت إن إقدامها على تلقي دروس خصوصية يأتي ل"ربط تواصل مباشر مع الصم وضعاف السمع من أجل فهم مشاكلهم". وتناقل عدد من وراد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للوزيرة التركية وهي تتلقى الدروس الخصوصية في لغة الإشارة داخل مكتبها، في مقر الوزارة، حيث استحسن عدد منهم الخطوة واعتبروها "مبادرة حسنة وخطوة أولى لحل مشاكل الصم، وهي فهم لغتهم"، فيما دعا بعضهم إلى ضرورة تعميم التجربة التركية على الحكومة المغربية، خاصة الوزيرة بسيمة حقاوي، التي تعنى بشكل مباشرة بفئة الصم. محمد الشقري، الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الصمّ بالمغرب، لم يخف ما وصفه إحساس هذه الفئة من المغاربة ب"الحيف الكبير جدا" من طرف المسؤولين في الحكومة، مضيفا أن عددا من الوزراء "ليس لديهم فكرة على أن للصم لغة إشارة يتواصلون، بها فضلا عن الاطلاع على أوضاعهم المهمشة"، وأكد أن بعض المسؤولين يعمدون إلى التواصل مع فئات الصم "من أجل الاستئناس والترويج للقاء معهم". وتابع الشقري، ضمن تصريح لهسبريس، أن واقع لغة الإشارة في المغرب "غير متقدم" بالمقارنة مع الدول الأخرى خاصة الغربية، "في أمريكا مثلا تجد شُعبا في الجامعات لتعليم لغات الإشارة بمختلف مستوياتها"، مضيفا أن لغة الإشارة تبقى موحدة في جوهرها مع بعض الاختلافات بين البلدان، "ما يجعل تعليمها وتعلمها ليس بالأمر الصعب على المؤسسات والأفراد". ويرى الشقري أن "لغة الصم" حق إنساني "يجب الاعتراف به عبر اعتماده في المدرسة منذ التعليم الأولي وعبر الإعلام من أجل تسهيل الولوج إلى المعلومة"، مشددا على أن فئات الصم في المغرب "محرومة من مجمل المعلومات العلمية والدينية والصحية والقضائية، ما يجعلها عرضة لعدد من المخاطر في الحياة"، داعيا إلى ضرورة النهوض بلُغة الإشارة في المغرب "بإشراك المعنيين من الصم". الاعتراف بلُغة الإشارة، بحسب الشقري، يمر عبر تجميع القواميس من طرف الخبراء والمؤهلين في التخصص، إلى جانب تكوين وتأهيل مترجمين محلفين في المجال ذاته، مع تسهيل الولوجيات في مختلف المؤسسات؛ بما فيها الإعلام، "هناك من يعتقد خطأ أن الولوجيات مقتصرة فقط على العمران ببناء الممرات، فيما يتم نسيان الولوجيات بالنسبة لفئات الصم والبكم".