اشتكى نبيل صبحي، وهو الحاصل على شهادة التفوّق خلال الموسم الجامعي الماضي، والمتوّج بالمرتبة الأولى في ماستر التواصل الديني وحوار الحضارات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، من عدم اختياره في الانتقاء الأولي بسلك الدكتوراه حول "فكر الإصلاح والتغيير في المغرب والعالم الإسلامي"؛ ما دفعه إلى تقديم طعن في نتائج الانتقاء بالمسلك، ومراسلة الإدارات المعنية لمعرفة سبب إقصائه من جهة، والمطالبة بإنصافه من جهة ثانية. وأشار نبيل صبحي، ضمن مراسلات موجّهة لعميد الكلية ورئيس الجامعة، والوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، إلى أن ملفه لم يحظ بالقبول من طرف الكلية رغم أن موضوع الأطروحة التي تقدّم بها حول "مقاصد الإصلاح العقدي عند المفسّرين المعاصرين - سعيد حوى أنموذجا"، "موافق لعنوان مسلك الدكتوراه، ويحترم المعايير والضوابط المتعارف عليها في البحث العلمي". المسؤولان عن ماستر التواصل الديني وحوار الحضارات، ومختبر الأبحاث والدراسات الحضارية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، أشارا في مراسلة تحت عنوان "تزكية ومؤازرة" إلى أن الطالب نبيل صبحي "أبان عن جدية ومثابرة، وتمكّن من التتويج كأفضل طالب على مستوى الماستر، وكُرّم من طرف رئاسة الجامعة، كما أنه مؤهّل علميا ومنهجيا ومتمكّن من ناصية اللغة العربية والعلوم الشرعية، وهو الأمر غير المتحقق في كثير من الطلبة الباحثين الذين تم انتقاؤهم لإجراء المقابلة"، وفق الوثيقة. واستغرب المسؤولان إقصاء نبيل صبحي من الولوج إلى مسلك الدكتوراه، مشيرين ضمن الوثيقة ذاتها إلى أن "عميد الكلية صرّح في اجتماعه بأساتذة الشعبة بأن هذا المسلك وقف على الأساتذة الذين قدّموا مشروع الدكتوراه، فكيف جاز لهم إقصاء وتغيير المتدخلين الرسميين المعتمدين، واستبدالهم بمتدخلين لا علاقة لهم بالدكتوراه، ولمصلحة مَن الكيل بمكيالين؟"، يتساءل الموقعان على الوثيقة المطالِبة بإنصاف المعني بالأمر. وفي المقابل، أوضح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة أن "وحدة الدكتوراه، المعتمدة من طرف وزارة التعليم العالي، هي التي أشرفت على اختيار المرشحين، بناء على محاور بحثٍ محدّدة، إذ استقبلت عددا كبيرا من الطلبات، انتُقي منها 48 ملفّا بشكل أولي، نظرا لموافقتها للوحدات المعلن عنها، قبل أن يتم تنظيم جلسة جماعية للمرشّحين من أجل الدفاع عن ملفاتهم، اختير منهم 10 في المرحلة النهائية". وبعدما أشار عميد الكلية إلى أن الإدارة لا تتدخّل في صلاحيات "وحدة الدكتوراه"، بقدر ما تحرص على أن تتمّ العملية وفق المساطر الإدارية المضبوطة، أكّد المسؤول ذاته أن "المرشّح نبيل صبحي، الذي تميّز في مراحل دراسته الجامعية السابقة، اختار موضوعا خارج المحاور المحدّدة؛ ما دفع اللجنة إلى عدم انتقاء ملفّه، وتعزيز قرارها بمحضر موقّع من طرف أزيد من 10 أساتذة"، مشيرا إلى أن "باب الترشيح يفتح سنويا، ويمكن لأي مقصي أن يعيد النظر في ملفه ويعيد المحاولة في الموسم الجامعي المقبل".