قلّل فتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان من أهمية الإصلاحات التي أطلقها الملك محمد السادس في خطابه التاريخي ليوم الأربعاء 9 مارس معتبرا أنها مجرد وعود ولعب على الزمان، ورأى أرسلان في مبادرة تعيين الملك للجنة ستسهر على اقتراح تعديلات على دستور المملكة استمرارا لمنهج سابق وليس فيها جديد، ما دام أن الملك هو من عين رئيس اللجنة وهو من حدد البنود التي سيتم تعديلها، وأكد الناطق باسم العدل والإحسان في تصريح هاتفي مساء الأربعاء 09 مارس 2011 لقناة بي بي سي العربية إن جماعته تريد أن يتم تجاوز ما وصفه بعقلية الدساتير الممنوحة وأن يتم تشكيل لجنة تأسيسية تجري حوارا مفتوحا عبر وسائل الإعلام لتخرج دستورا منبثقا من الشعب، مشيرا إلى أن خطاب الملك جاء في سياق أجواء غير مفتوحة للتعبير عن الرأي أمام الجميع وأنه تم إقصاء المعارضة "الحقيقية" واكتفى بالحديث عن الأحزاب الممثلة في البرلمان فقط، وفي جواب مرتبك على سؤال حول الدور الجديد الذي يمكن أن تقوم به جماعة عبد السلام ياسين بعد خطاب 9 مارس، اكتفى أرسلان بالقول إن الجماعة ستواصل ما كانت تقوم به وأنها ستواصل دعوتها لتغيير حقيقي ودستور حقيقي. وكانت جماعة العدل والإحسان قد نشرت في ركن "ولنا كلمة" على موقعها على الانترنيت موقفها الرافض لتأسيس المجلس الوطني لحقوق الانسان واصفة إياه بالوافد الذي غير جلده القديم بعد أن استنفذ أغراضه، مشيرة إلى أنه كغيره من المجالس العليا مجرد هيآت دأب "المخزن" على تأسيسها في العهدين قديمه وجديده، من أجل توظيفها لتوسيع قاعدة المنافحين عنه، "المسبحين" بفضل نعمته عليهم. كما جاء في افتتاحية موقع جماعة العدل والإحسان والتي نُشرت الثلاثاء 8 مارس 2011 إن النظام يفضل الهروب إلى الأمام ليربح الوقت ولينتظر "هدوء العاصفة"، وإنه بتدابير الإعلان عن تأسيس مجالس جديدة "يؤكد تشبثه بنهج قديم يحدث بموجبه مجالس عليا كلما دعت الضرورة لذلك، يستثمر من خلالها الرصيد السياسي أو النقابي أو العلمي أو الديني أو الفني أو الرياضي لمن راكموا حصيلة قد تفيد في تسويق جرعات جديدة من الوهم". ورأى مهتمون بالحركات الإسلامية المغربية تخبطا واضحا في مواقف العدل والإحسان من المستجدات التي يعرفها المغرب منذ مدة، وأرجع المهتمون تخبط جماعة ياسين إلى عدم قدرتها على تجاوز المنطق الذي حكم مواقفها منذ تأسيسها وانحسار مشروعها بالإضافة إلى الضربات التي تلقتها خاصة بعد انهيار "حلم" الحدث العظيم لسنة 2006.