في صمت يعلوه الحياء، مقابل شجاعة تواجه مرارة السقم، تعيش الإعلامية مليكة ملاك، التي برزت بين أقوى مقدمي البرامج الحوارية منذ نشأة القناة الثانية، في محنة مادية وصراع صحي مع مرضها العضال، وحيدة داخل مكان إقامتها بحي أكدال بالعاصمة الرباط. هسبريس علمت من مصادر مقربة من ملاك أنها مرت في الآونة الأخيرة من تجربة إجراء عمليتين جراحيتين، وهي الآن تعد تحليلات طبية من أجل إجراء عملية جراحية ثالثة، لعلاج مرض عضال ألم بها بشكل مفاجئ، مقابل وضعها المادي الذي لا يتيح لها إجراء صحيا، لحرمانها من التغطية الصحية. المثير في المسار المهني لملاك، التي كانت تستضيف في برامجها الحوارية الشهيرة، بما فيها "في الواجهة"، كبار قادة السياسة والفكر والثقافة في المغرب، هو أنها كانت تشتغل مع قناة "دوزيم" دون عقد عمل، بصيغة "فري لانس"؛ ما يعني وفق المقربين منها حرمانها من التغطية الصحية الخاصة بإجراء عملية، تشير المعطيات إلى أنها جد مكلفة، وتتطلب علاجا خارج الوطن. الوضعية الحرجة للإعلامية المغربية أثارت حفيظة عدد من الإعلاميين والسياسيين، الذين أبدوا تعاطفهم معها. ورغم أن ملفها الصحي يوجد حاليا لدى وزارة الاتصال، إلا أن المعنيين توقفوا عند ضرورة أن يوضع ملف مليكة ملاك لدى الديوان الملكي، "طلبا لالتفاتة ملكية شاملة تنقذ ماء وجهها، وتعيد البسمة والحياة من جديد إلى إعلامية مرموقة طالما أعطت الكثير للإعلام المغربي". وتعيش مليكة، التي توقفت بشكل مفاجئ عن تقديم برامجها الحوارية الساخنة والجريئة والمزعجة أحيانا، حاليا، لوحدها في منزلها بالرباط، بعدما تزوجت ابنتها الوحيدة، ورحل زوجها منذ عامين، بعدما لازمته طيلة محنته مع مرض السرطان، وهو عبد الله الأشقر، الذي عمل أستاذا في كلية علوم التربية.