تميزت السنة التي تشارف على الانتهاء بمجموعة من الأحداث الحقوقية، وقد استرعت الانتباه، خلالها، أسماء كانت حاضرة في هذا المجال .. بأعمالها ونضالاتها. تعددت الأسماء واختلفت، أما بالنسبة لخديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فإن من وسموا 2015 هم، على وجه التحديد، النقيب عبد الرحمان بنعمرو، ومحمد السكتاوي، المدير العام لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، ثم الراحلة فاطمة المرنيسي. وبحسب التصريحات التي أدلت بها الرياضي لهسبريس، فإن لكل اسم من الأسماء الثلاثة سبب يجعله يتميز عن غيره من الحقوقيين خلال 2015. فبالنسبة للنقيب بنعمرو كان حاضرا، بصفته محام، ليدافع عن جل الحقوقيين الذين طالتهم يد العدالة ووقفوا أمام المحاكم خلال هذا العام، أما السكتاوي فقد كان للتقرير الذي أعدته منظمته عن التعذيب في المغرب وزن داخل الساحة الحقوقية، وبالنسبة للمرنيسي فتُعدًّ ممن ساهموا في بناء أسس الحركة النسائية، بحسب المتحدثة. القيدوم بنعمرو عبد الرحمان بنعمرو، الوجه اليساري البارز، كان ولا يزال حاضرا في الساحة الحقوقية، بحسب تصريحات الرياضي، واصفة إياه ب"قيدوم الحقوقيين". من مواليد 1933، وهو أحد مؤسسي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بل وكان رئيسا سابقا لها. لا يُعرف بنعمرو كحقوقيّ فقط، بل هو أيضا سياسيّ، إذ يشغل منصب الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وأيضا نقي سابقا للمحامين بالرباط. اشتهر بنعمرو، خلال السنوات الأخيرة، بكونه ينَصِّب نفسه دفاعا عن كل حقوقيّ أو قضية تهم حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، قالت الرياضي: "إنه يقف إلى جانب الحقوقيين ليس فقط بصفته الحقوقية، بل تجده واقفا أيضا كمحاميّ في المحاكم إلى جانب ضحايا الانتهاكات"، وكانت آخر القضايا التي نصَّب نفسه دفاعا فيها، تلك المتعلقة بقضية المؤرخ المعطي منجب خلال أكتوبر الماضي. السكتاوي والتعذيب تقول الرياضي، في حديثها مع هسبريس، إن السكتاوي ساهم في تأسيس إحدى المنظمات الحقوقية "العريقة" في المغرب، وهي منظمة العفو الدولية، مشيدة بالدور الذي يلعبه فرع هذه المؤسسة من خلال تتبعه لوضعية حقوق الإنسان في المغرب، توِّج خلال هذا العام بإخراج تقرير عن ضحايا التعذيب. يذكر أن السكتاوي من مواليد 1952 بالقصر الكبير، وهو أيضا أحد مؤسسي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عمل فترة في التدريس، قبل أن يلتحق بالمجال الحقوقي ويصبح مديرا لفرع منظمة العفو الدولية بالمغرب. الراحلة المرنيسي على الرغم من أنها غير معروفة كحقوقية، بل اشتهرت كسوسيولوجية، إلا أن فاطمة المرنيسي، بحسب الرياضي، ساهمت فكريا وتاريخيا في بناء أسس الحركة النسائية، كما كانت سندا للمناضلات النسائيات من حيث إعطاء المشروعية للنضال النسائي في المغرب وبنائه من الناحية الفكرية والنظرية. المرنيسي، التي غادرت إلى دار البقاء في نونبر الماضي، ووفقا الرياضي، "تركت فراغا في المجال الذي شغلته بامتياز"، ككاتبة "نسائية" ترجمت كتاباتها إلى العديد من اللغات العالمية.