تمر السنة مليئة بالأحداث والقضايا التي تنجح جهود بمسعى الدفاع عنها، معتمدة على ترسانة من المبادئ والمواقف .. وقد اختارت جريدة هسبريس الإلكترونية تسليط الضوء على ثلاثة من البارزات في ميدان الدفاع عن المرأة، بعدما اعتمدت على رأي وجه نسائي اقترن بالمرافعة عن حقوق المستضعفات. عائشة الخماس، المحامية والبرلمانية، قالت إن لطيفة الجبابدي وسناء العاجي وجميلة السيوري كن أبرز اللواتي دافعن، خلال سنة 2015، عن قضايا المرأة، وأبرزن مشاكلها وهمومها. استمرارية الجبابدي الخماس تؤكد، ضمن حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن لطيفة الجبابدي، التي تعتبر أول رئيسة ل"اتحاد العمل النسائي"، ورئيسة تحرير جريدة "8 مارس"، "عملت على الدفاع عن قضايا النساء خلال 2015، زيادة على لعبها دورا محوريا في إصلاح مدونة الأحوال الشخصية، فضلا عن نضالها داخل هيئة الإنصاف والمصالحة، واعتقالها لمدة ثلاث سنوات، تقول الخماس، متابعة أن الجبابدي لا زالت مستمرة في نضالاتها على الرغم من ظروفها الصحية. الجبابدي، التي اشتغلت في مجال التعليم، وقفت في وجه الظلم وتهميش دور المرأة في المجتمع، وناضلت من أجل تعزيز حقوق النساء، فاعتقلت بسبب أفكارها ونهجها الثوري، وأسست العديد من المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، كما لعبت دورا رئيسيا في قضايا التنمية الاجتماعية من سنة 2007 إلى 2011، حين كانت عضوا بالبرلمان. في العام 1998، عيّنتها لجنة الأممالمتحدة سفيرةً للمجتمع المدني لحقوق الإنسان في المغرب والعالم العربي، ومنسقة للمسيرة العالمية للنساء، زيادة على إشرافها على المؤتمر الإقليمي للمنظمات غير الحكومية النسائية الأفريقية في فيينا عام 1993، لتكرمها "Vital Voice"، سنة 2005، بمنحها جائزة القيادة العالمية. شجاعة العاجي الخماس قالت إن التميز في مجال قضايا المرأة خلال 2015، أيضا، هو للصحافية سناء العاجي، وتزيد: "هي ذات قيم ومبادئ، ومدافعة عن الحريات الفردية، وتعمل على التصدي للأفكار المناهضة لحقوق الإنسان والمرأة المغربية". وذكرت عائشة الخماس أن العاجي صحافية مثقفة، تشكل نموذجا نسائيا، وهي قدوة للصحافيات المغربيات، كما أضافت: "إليها التحية على شجاعتها ونضالها من أجل الحريات الفردية والعامة، عبر كتاباتها ومقالاتها، وأنا من بين من يقرأ لها كثيرا". وعُرفت سناء العاجي بمقالاتها المثيرة للجدل، وتخصصت في علم الاجتماع بجامعة سان دوني الباريسية، وتحضّر حاليا دكتوراه في "العلاقات الجنسية قبل الزواج في المغرب، الإكراهات ومقاربة النوع"، وهي التي اشتغلت في منابر صحافية باللغتين العربية والفرنسية، في المغرب كما خارجه .. وللعاجي رواية بعنوان "مجنونة يوسف"، صدرت سنة 2003، كما ساهمت في كتاب مشترك بعنوان "رسائل إلى شاب مغربي". السيوري والمعنَّفات الخماس جعلت من جميلة السيوري ثالثة من بين المدافعات عن حقوق المرأة بالوطن، "إنها مناضلة نسائية، زيادة على متابعتها ملفات النساء ضحايا العنف ومرافقة قضاياهن"، تشير المتحدثة قبل أن تذكر بكون السيوري مناضلة على المستوى الحقوقي من خلال ترأسها لجمعية "عدالة"، وتعمل على ترسيخ المحاكمة العادلة ومن أجل عدالة جنائية نسائية، فضلا عن دورها الكبير في ترسيخ حقوق الإنسان باعتبارها عضوا في المجلس الوطني لحقوق الإنسان. جميلة السيوري حاصلة على الإجازة في العلوم السياسية سنة 1989، وهي عضو في نقابة المحامين بالرباط، وعضو مؤسس لاتحاد العمل النسائي، وعضو في المنظمة المغربية لحقوق الإنسان منذ سنة 1999، وأحد الأعضاء المؤسسين لمركز النجدة لمساعدة النساء ضحايا العنف الذي تم إحداثه سنة 1996. السيوري عضو كذلك في التحالف من أجل المحكمة الجنائية الدولية وفرع التحالف بالمغرب، وساهمت في إعداد تقريرٍ لشبكة "أورومسكو" حول "المرأة بوصفها شريكا قائما بذاته في المجتمع داخل الدول الديمقراطية بالفضاء الأورو متوسطي". * صحافية متدرّبة