أثارت أحكام إعدام صادقت عليها المحكمة العليا الإيرانية، في طهران ضدّ 27 ناشطا ينتمون للمذهب السني، ردود فعل دولية ومغربية مستنكرة، خاصة أن التهم الموجهة لهؤلاء، وهم إيرانيون دعاة وطلبة علوم شرعية، همت "الانتماء إلى جماعات سلفية" و"الدعاية ضد النظام" و"الفساد في الأرض" و"محاربة الله والرسول"؛ فيما رفض المحاكمون تلك التهم بداعي أنهم شاركوا في "مجالس دينية خاصة بأهل السنة". جماعة العدل والإحسان المغربية دخلت على الخط ، ممثلة الاستثناء من بين الهيئات والتيارات الدينية بالمملكة، إذ وصفت تلك الأحكام ب"الغريبة والمجحفة"، فيما دعت الدولة الإيرانية إلى إلغائها، وطالبت منظمات "المؤتمر الإسلامي"، و"المؤتمر القومي الإسلامي"، و"المؤتمر القومي العربي"، و"مؤتمر الأحزاب العربية"، بالتدخل لدى طهران "قصد إلغاء هذه الأحكام والإفراج عن هؤلاء العلماء السنة". واعتبرت الجماعة، في بلاغ صادر عن مكتب "العلاقات الخارجية" التابع لها، أحكام الأعدام تلك "مقوضة لوحدة الشعب الإيراني وللتعايش المذهبي والطائفي"، و"إقداما على إزهاق أرواح مؤمنة بغير وجه حق"؛ فيما كشفت أن "الخطوة طالت العلماء والدعاة السنة بتهم تتعلق بأنشطتهم المخالفة للمذهب الشيعي، المعتمد الوحيد في الدستور الإيراني". وحسب وسائل إعلام إيرانية، منها وكالة "هرانا" التابعة لهيئات حقوقية في إيران، فقد أصدرت المحكمة قرارها ضد 27 ناشطا إيرانيا يعتنقون المذهب السني، كانوا قابعين في سجن "رجائي شهر" بمدينة كرج، جنوب غرب طهران، بعدما سبق للسلطات الإيرانية اعتقالهم ما بين عامي 2009 و2011 في محافظة كردستان غرب إيران، لتحكم عليهم ابتدائيا بالإعدام. وتتهم التيارات السياسية المعارضة للنظام الإيراني سلطات طهران بتعريض المعتقلين للتعذيب في الزنازين، وتوجيه اتهامات وصفتها ب"الطائفية والباطلة" في حقه. كما نقلت المصادر ذاتها اعتراض هؤلاء على تلك التهم، وأنهم حوكموا "بسبب نشاطهم الدعوي السنّي وعقائدهم السنية، وتشكيل جلسات دينية وقرآنية تعليمية"، ووصفت الأمر بكونه "عقابا سياسيا طائفيا". مقابل ذلك، توصلت هسبريس ببلاغ صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المستقر في باريس، تضمن كلمة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج، التي دعت المنتظم الدولي إلى "حماية المسلمين والمسيحيين في إيران"، مطالبة بإقامة "جبهة دولية ضد نظام ولاية الفقيه ومواجهة التطرف الإسلامي، ألد خصوم المسلمين الحقيقيين والمسيحيين وأتباع سائر الأديان السماوية". رجوي، التي توصف ب"رئيسة الجمهورية المنتخبة من المقاومة الإيرانية"، نددت ب"الفاشية الدينية الحاكمة، والقوى الظلامية المتحالفة معها، والتي باتت تنثر بذور الكراهية والعنف والطائفية في الشرق الأوسط وفي العالم"، مضيفة: "بإمكان المسلمين والمسيحيين، من خلال اعتمادهم على القيم المشتركة، أن يكونوا صوتا واحدا في وجه التزمت والإرهاب والتطرف الديني، وأن يتصدوا للذين يحرّفون الدين عن مساره".