يرفض رشيد اليوسفي تقبل الطريقة التي تعاملت بها عناصر الأمن، التابعة ل"فرقة الصقور"، مع ما يعتبرها "محاولة قتل" تعرض لها ابنه إسماعيل، يوم الأربعاء الماضي، قرب مؤسسته التعليمية، على يد الشاب "عادل"، الذي كان يسوق سيارة فاخرة جديدة، سوداء اللون، تحمل علامة ترقيم مؤقت "WW". وجد الأب نفسه مكبلا، لا يعرف أين يولي وجهه، بسبب اضطراره إلى نقل ابنه على وجه السرعة إلى مصحة خاصة، وبعدما أخبره رجال الأمن، الذين عاينوا الواقعة بأنه لا يمكنه تحريك أي شكاية ضد صاحب السيارة ما لم يحضر ابنه إلى مركز الأمن ب"حي كاليفورنيا"، عوض اتخاذ الإجراءات اللازمة التي يفرضها القانون في مثل هذه الحالات. رشيد اليوسفي قال لهسبريس: "لم أستسغ طريقة التعامل التفضيلية التي لقيها الشخص الذي استعمل سيارته كي يصدم أربعة شباب، من بينهم ابني .. عوض فتح محضر بالاعتداء، خاصة أن كل الشهود الذين عاينوا الحادثة يؤكدون أن صاحب السيارة المتهور صعد بمركبته إلى الرصيف، وصدم كل من كان واقفا هناك، ومن بينهم ابني الذي اتضح، بعد نقله إلى مصحة، أنه مصاب بكسر مزدوج في قدمه اليسرى، وكسر آخر باليمنى، سيضطره إلى ملازمة الفراش لمدة 60 يوما، كما تدل على ذلك الشهادة الطبية التي سلمها لنا الدكتور المعالج المتخصص في كسور العظام". الكسور طالت باقي المصابين أيضا، ومن بينهم الحارس "بولعيون"، الذي أصيب في طرفه العلوي الأيمن ونظيره السفلي الأيسر، والذي يروي مجريات ما حدث لهسبريس قائلا: "كان الجميع قرب مدرسة برادة، وقت الظهيرة، وفجأة تشاجر بعض الأصدقاء قبل أن يصعد "عادل" إلى سيارته رباعية الدفع، ويتوجه بها مسرعا نحونا، فأصابنا متعمدا .. لم نصدق ما جرى. لقد أصبنا بصدمة جعلتنا عاجزين عن الحراك". المعطيات نفسها يؤكدها الدكتور ماسني، الذي تصادف تواجده بصيدلية قبالة موقع النازلة، وقال في تصريح أدلى به لهسبريس: "حوالي الساعة الواحدة والنصف من يوم الأربعاء الماضي، شاهدت بأم عيني أطوار هذا الحادث المرعب، إذ قام مجموعة من الشباب بالهجوم على أحد المراهقين، وأشبعوه ضربا بعدما طرحوه أرضا .. إلى هنا قد تبدو الأمور طبيعية للبعض، لكن ما إن تجمع الشباب على المراهق المضروب، ونقلوه إلى الرصيف، حتى أسرع صاحب السيارة إلى سيارته، وقادها بسرعة جنونية، قاصدا الشباب المتجمهر، فصدم الجميع ومر فوق بعضهم بعجلات سيارته رباعية الدفع .. لقد مر بكل برودة أعصاب فوق الشاب اليوسفي بعجلات سيارته الضخمة، قبل أن يعيد الكرة من جديد ويصدم العديد من السيارات، ويعاود هجومه على المراهقين". وواصل الدكتور رواية تفاصيل الواقعة المرعبة قائلا: "أصبت بالذهول جراء ما شاهدته بأم عيني، وأسرعت لترك المكان بحثا عن الشرطة؛ وفي الطريق التقيت بعناصر من الصقور، فأخبرتهم بالواقعة، وأكدوا لي أنهم سيتوجهون بسرعة إلى مسرح الحادث"، وواصل قائلا: "في اليوم الموالي عدت إلى المكان عينه، فأخبرني بعض الشهود أن الشرطة أتت وحررت لصاحب السيارة المتهور، الذي لم يكلف نفسه عناء النزول من مركبته، مخالفة سير بسيطة، فذهب إلى حال سبيله". الرواية نفسها أكدها المراهق يونس إسماعيل اليوسفي، البالغ من العمر 17 سنة، ويتابع دراسته في المستوى الثانوي بمؤسسة "برادة" في حي "كاليفورنيا" البيضاوي، وهو الذي يعيش رعبا نفسيا حقيقيا جراء ما حدث له، إذ قال لهسبريس: "كنت أراجع دروس الترجمة مع زميلتين لي في القسم، قبل أن أفاجأ بسيارة رباعية الدفع، من نوع Jeep، تتجه نحوي وتصدمني، قبل أن تمر عجلاتها فوق جسمي". يونس إسماعيل قال في التصريح ذاته: "لا تربطني أي علاقة صداقة أو معرفة سابقة بذلك الشخص، كل ما أعرفه هو أنه يأتي ويقف بسيارته هناك، ويتناول "الحشيش" رفقة أصدقائه، ويصرح للجميع بأنه ينحدر من "أسرة نافذة"، قبل أن يقول والد الضحية: "ليكن ابن من شاء .. سأواصل مطالبتي بفتح تحقيق في الموضوع، على أمل أن ينصف القانون ابني الذي عاش لحظة جحيم حقيقية".