شاء القدر أن تُوارى الثرى بالرباط، في ظرف لا يتجاوز بضعة أيام، شخصيتان رفيعتان، اجتمع فيهما العمل بوفاء وإخلاص للقصر الملكي، الأولى المستشارة الملكية، زوليخة نصري، التي وافتها المنية يوم الأربعاء الماضي، والثاني جثمان الحاجب الملكي السابق، إبراهيم فرج. وحضر تشييع جنازة الحاجب الملكي الراحل، بعد صلاة عصر اليوم الاثنين بالرباط، على الخصوص الأمير مولاي رشيد، ورئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وبعض مستشاري الملك محمد السادس، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وبعد صلاتي العصر والجنازة في مسجد الشهداء، نقل جثمان الفقيد، الذي لبى نداء ربه مساء أمس الأحد، إلى مثواه الأخير بزاوية سيدي بنعيسى، في سيدي فاتح، حيث ووري الثرى، بحضور جمع من الشخصيات وأقرباء الحاجب الملكي الراحل. وبهذه المناسبة الأليمة تليت آيات من القرآن الكريم، كما رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته التي لا تقاس، وأن يشمله بعظيم مغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، وأن يثيبه الجزاء الأوفى عما أسداه لوطنه من خدمات جليلة. وكان الحاجب الملكي السابق قد توفي، يوم أمس، عن عمر يناهز 88 سنة ، ويعد قيد حياته أحد خريجي المدرسة الإدارية بالرباط سنة 1956 ، وسبق له أن شغل عدة مناصب سامية في الإدارة المغربية. ومن بين المناصب التي تولاها الفقيد، نائب محافظ متحف الأوداية، وكاتب مترجم بالمحافظة العقارية بالرباط، ومراقب إدارة الضرائب بمكناس، ونائب مدير مصلحة مراقبة الموظفين المدنيين والعسكريين بوزارة المالية، ووزير مفوض، ومدير الشؤون العامة بوزارة الخارجية. وشغل الراحل مناصب أخرى، منها أستاذ للأشغال التطبيقية بالمدرسة الإدارية بالرباط، ونائب المدير العام للإذاعة والتلفزة المغربية، ومدير لصندوق المقاصة، ومكلف بمهمة بالديوان الملكي، وانتخب رئيسا للمجلس البلدي للرباط بين 1969 و1972، ونائبا برلمانيا عن مدينة الرباط بين 1970و1972. وفي أبريل 1972 عين الراحل عاملا لمدن الرباطسلاتمارةالصخيرات وبوزنيقة، ومكلفا بمهمة، نائبا للمدير العام للأمانة الخاصة للملك الحسن الثاني، ثم مديرا للبلاط الملكي خلال الفترة بين 1975 و2003. وتولى الراحل منصب حاجب الملك الراحل الحسن الثاني، والملك محمد السادس في فترة امتدت حوالي 31 سنة، وذلك خلال الفترة بين 1982 و 2013، ومدير ديوان الأوسمة الملكية بالنيابة، ومدير مكتب الأبحاث والإرشادات بالنيابة، وهو عضو مؤسس لجمعية رباط الفتح، وحاصل على وسام العرش من درجة ضابط.