وافد جديد ذلك الذي بدأ يقبل عليه المغاربة للعلاج من الأمراض ومحاربة الألم والاكتئاب والقلق، وغيرها، ويتعلق الأمر هنا بالطب الصيني الذي بات يحظى بإقبال متزايد في الآونة الأخيرة، خاصة مع افتتاح مراكز جديدة للعلاج وتوفر الأطباء المتخصصين. فاتن حمزة بعد تخرجها من كلية الطب بمراكش، اختارت أن تتخصص في الطب الصيني، فغادرت صوب البرتغال لتمضي سنوات تخصصها وتعود لتعرِّف الشعب المغربي على نوع جديد من العلاج، تقول في هذا الحوار إن للطب الصيني فعالية كبيرة في القضاء على الألم، مشيرة إلى أنه بات يعد مكملا للطب الحديث. هل يمكن أن تقدّمي تعريفا للطب الصيني؟ الطب الصيني يعتبر أحد أنواع الطب البديل ومنتشر في كافة أنحاء العالم، يشتمل على ممارسات الطب التقليدي التي أصلها من الصين والتي تطورت عبر آلاف السنين. يتضمن الطب الصيني عدة نظريات وتشخيصات ويستخدم عدة وسائل للعلاج أهمها :الوخز بالإبر، التدليك والعلاج اليدوي، العلاج بالأعشاب، العلاج بالتداريب والتنفس، والتغذية السليمة، وبالإمكان استخدام كل تلك الوسائل مجتمعة أو كل على حدا. الطب الصيني يسمى بالطب التكميلي؛ بمعنى أنه مكمل للطب الحديث. وفي حال وجود مرض معين يجب على المريض إجراء جميع التحاليل اللازمة والأدوية الممكنة، وعندما يكون الطب الحديث عاجزا عن تحقيق شفاء للمريض يتدخل الطب الصيني. هل هنالك مراكز للطب الصيني بالمغرب؟ هناك مراكز أسست من طرف الحكومة في السبعينيات؛ منها تلك الموجودة بالمحمدية وبن جرير والراشيدية وسطات، كما أن هناك مراكز خاصة بالرباط والدار البيضاء ومراكش وغيرها. هل يقبل المغاربة على هذا النوع من العلاجات؟ أرى أن إقبال المغاربة جيد جدا، خاصة وأنهم شعب منفتح على تجريب كال ما هو جديد، سواء تعلق الأمر بالعلاج أو الأكل والانفتاح على ثقافات مختلفة. المرضى الذين تعاملت معهم أبدوا اهتماما لفهم كيفية عمل الإبر الصينية، أيضا عدد الحصص المطلوبة، وغالبا بعد الحصة الثانية تقريبا يعبّرون عن ارتياحهم لتقنيات العلاج وإحساسهم بمفعوله، وأكثر ما يثني عليه كل من أتعامل معهم هو عدم استخدام الطب الصيني لأي مواد كيميائية أو صناعية، واعتماده على وسائل علاج طبيعية بحته. هل العلاج بالطب الصيني فعال أكثر من العلاج الطبي المعروف؟ أثبت الطب الصيني فعاليته في علاج الألم، وهذا ما أثبته البحث العلمي في عدة دول، وعلى العموم يستخدم العديد من الممارسين للطب الصيني أدوات العلاج في عدة أمراض لم يتم اختبار فعالية العلاج عليها علميا بعد، لكن الكثير من المرضى يعبرون عن تحسنهم بعد تلقي هذا النوع من العلاج. هل هناك فرق في تشخيص الأمراض بين الطب الصيني وغيره؟ يجب على المعالج القيام بتشخيص الأمراض الموجودة حسب نظرية الطب الصيني، وهو أمر قد يكون مختلفا عن ما يتم القيام به في ما يهم الطب الحديث، لهذا الغرض يجب على المعالج السؤال عن عادات الشخص الغذائية، حالته النفسية، جودة النوم، الأعراض التي يشكو منها حتى وإن ظهرت غير مترابطة بالنسبة للشخص فيجب إخبار المعالج بها. يلي ذلك مرحلة فحص الجسد واللسان ثم قياس النبض في ثلاث نقاط بالمعصمين. في نهاية جلسة التشخيص، يقوم المعالج بتحديد خطة العلاج باستخدام وسيلة أو عدة وسائل علاجية ويناقشها مع المريض. بات متداولا الحديث عن العلاج بواسطة الوخز بالإبر، بماذا ينفع ذلك؟ هي إحدى طرق العلاج في الطب الصيني التقليدي، إذ يتم غرز الإبر في أماكن محددة من الجسم لعلاج بعض الأمراض أو الوقاية منها. وصرحت منظمة الصحة العالمية أن استخدام الوخز بالإبر فعال لمعالجة 28 حالة، منها :الآثار السلبية للعلاج بالأشعة أو العلاج الكيماوي والآلام المصاحبة له، وحساسية الأنف، والمغص المرارى غير الجراحي، والتوتر والقلق والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم الأساسي والصداع والشقيقة، وغثيان الحمل الصباحي، والتهاب الأنسجة المحيطة بالكتف، والغثيان والقيء وغثيان بعد الجراحة، وآلام الحيض الأولية، والوزن الزائد، ونقص الخصوبة وغيرها. كما أن الإبر المستخدمة في العلاج دقيقة جدا ومختلفة تماما عن الإبر المستخدمة في الطب الحديث، حيث لا يتجاوز حجم الإبرة حجم شعرة الإنسان العادية، وهي غير مؤلمة، بالإضافة إلى أنها معقمة وتستخدم لمرة واحدة فقط ثم يتم التخلص منها، وعادة تكون من معدن الفولاذ الذي لا يصدأ.