كثرت المصطلحات والمفاهيم ولم تتغير المضامين ولم يجد جديد لا اصلاح ولا تنمية ولا ركب تقدم كلما هناك وضع الدهن على الخراب وحجب شمس الحقيقة بغربال الشعارات المضلة. تستقوى الحكومة على المستضعفين المنهوكين أصلا وتنسب لهم الفشل فترغي و تزبد وتكيل بالمكاييل المختلفة فحتى ادا ما كان نجاح فهو بفضتهم وقد تأتى بمجهوداتهم وحسن تدبيرهم أما الفشل فهي غير مسؤولة عنه أو معنية بالأساس فقد برمجت وخططت لكن ما من شعب يواكب ويساهم. فلو تأملنا تأمل غير ذي تخصص لتعرت أقنعة هذه الحكومة وهؤلاء المسؤولين ولتوضحت حقيقة نواياهم ولكشفنا هشاشة تفكيرهم وقصر نضرهم وألفيناهم مجرد دمى في أيدي أوليائهم الغربيين ومن هم أكبر منهم يسترجون رضاهم ويستقوون بهم على اخوانهم في وطنهم الضعفاء المنهوكين في ضراء الوطن وسراءه على حد السواء. هذا الشعب الذي يكون كبيرا وعظيما فقط في ايام الأزمات وفترات الأنتخابات فترى المسؤولين نفسهم الذين يعظمونه ويخطبون وده ويبجلونه بما تجود قريحتهم خلال تلك الفترات هم نفسهم من ينتقذه ويعلق عليه فشلهم وهزيمتهم.بل نقول نعم وحقا انه شعب عظيم عبر التاريخ بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.ألم يشهد للجنود المغاربة رغم أميتهم الألمان الذين صالوا وجالوا وعاثوا فسادافي كل أوروبا.ألم يتطوعالمغاربة فرادى جماعت وتنظيمات في كل وقت وحين لنجدة اخوانهم فلسطين وأفغانستان والشيشان والعراق وكل البقاع. ألم يكن نجاح المسيرة الخضراء نجاحا شعبيا بامتياز وقبله الاستقلال المغربي الذي جاء بالمقاومة الشعبية الساذجة بالارياف قبل المدن.ألم ينخرط المغاربة في كل المبادرات والبناءات الديموقراطية والحملات التحسيسية والتضامنية بجهده وماته.ألا يغامر المواطن في قوارب الموت ويحقق ذاته فيعود بعد ذلك بالعملة الصعبة للبلد بينما غيره يهربها...حقا لن يستطيع أحد أن يوفي المغاربة حقهم لكن ما يحزن ويدمي القلب هو الخزي والمهانة التي تأتي من الداخل عن طريق أنصاف المغاربة المزدوجي الجنسيات الموالين لمصالحهم بدل بلادهم والذين يعيشون في البلدان الأجنبية أكثر مما يعيشونه في مغربهم فلا يطيقون حتى ماءه فيشربون المستورد. تعاقب مسؤولون وحكومات وتشابهت البرامج والمخططات فلم يزيدوا البلد الا أزمات.خرجت التقارير الدولية لتضع المغرب المغرب في أسفل المراتب والدرجات فهاهو يتراجع في قطار التنمية أربع درجات ويصبح خلف دول كانت الى حد قريب تعتمد فقط على الاعانات،فانتفض المسؤولون وألصقوا فشلهم على المجتمع المدني الذي لم يواكب الورشات الكبرى والاصلاحات.وفي قطاع التعليم تذيل المغرب المراتب الأخيرة بعد دول مدارسها تقفل بسبب النزاعات،فماذا كان من المسؤولين سوى انتملصوا من المسؤولية وألصقوها بالحلقة الأضعف في القطاع التي لم تواكب الاصلاحات فهو الحائط القصير الذي يمكن النط عبره. أما جلب العملة الصعبة والتي تأتي بالمراهنة على السياحة وأية سياحة بمخطط 10ملايين سائح فشل فشلا ذريعا فسرعان ما كان بوزبال هو السبب.؟؟؟ أما اذا تحدثنا عن قطاع الصحة المشتكي من قلة الصحة فكلما ظهر وباء تكشف معه كثرة داء القطاع ناهيك عن الاهمال وقلة التجهيزات فقط التسليم لأمر الله.أما اذا حاولنا النبش في بعض ما كان يفتخر به المغاربة فلن نجد أحسن من قطاع الشباب من دون رياضة فنجد العنوان البارز لجميع الجامعات هو الفشل مع كثرة اللغط اللهم بعض المجهودات الفردية لرياضيين لا يفكرون سوى في بلدهم فلا حسابات شخصية ولا طموحات سياية. حقا نحاول عبثا في ايجاد أي قطاع يبشر بالخير فالفشل فأينما وليت وجهك فتم الاخفاق والفشل. أما النهوض والاصلاح الحقيقي والفعال لا يستثب الا بشروط أهمها الاقرار بالخطأ وتحمل المسؤولية أولا والانطلاق من الصفر ومن أرض الواقع والابتعاد عن المخططات الاستعجالية والترقيع واستيراد الاصلاح من الخارج وحب الوطن الذي لا يأتي من خلال الشعارات الفضفاضة بل من خلال استرخاص الغالي والنفيس في سبيله.والتسليم بالاختصاص فلا تسييس ولا أرقام ولا مصالح ولا أرباح.فالربح الحقيقي هو تلمس ايقاعات النصر على الفقر والأمية والجهل ووضع المواطن في صلب اهتمامات البلد.