تقاطر مئات اليهود المغاربة من بقاع العالم على مقبرة "أغزو نبهمو"، على بعد 45 كيلومترا من جنوب مدينة "تارودانت، لتخليد ذكرى وفاة الحاخام دافيد بن باروخ هاكوهين، بالتزامن مع احتفالات "هيلولة" الدينية. والاحتفاء ب"ليلة هيلولة" يتم، في يوم "3 طبيبط" حسب السنة القمرية اليهودية، منذ أكثر من قرنين من الزمن من قبل يهود المغرب عبر العالم، وتصادف هذا العام ليلة 15 دجنبر الجاري. و"الهيلولة" تعني لدى اليهود "سبحوا لله"، وفي هذه الليلة تمارس طقوس دينية يهودية، تتمثل في التعبد والترحم والبكاء طلبا للتبرك بروح دفين الضريح، الحاخام "دافيد بن باروخ". الحاخام "ألبير داغون" يقول إن "الاحتفاء بالهيلولة سيتم بضريح دافيد بن باروخ، في مقبرة اليهود بقرية أغزو نباهمو"، مشيرا أن أكثر من 300 غرفة للسكن تتوفر داخل المقبرة، وقد أعدت لاستضافة الحجيج اليهود البالغ عددهم نحو 1200 شخص. وقبيل حلول ليلة "الهيلولة" تلا بينحاس كوهن، أحد أحفاد الحاخام دافيد، القداس اليهودي، باللغة العبرية أمام الضريح، وقد تضمن أدعية وأذكاراً يهودية، ختمها بالدعاء للأسرة الملكية بالمغرب. وتشهد المقبرة اليهودية في "أغزو نباهمو"، خلال فترة الاحتفال ب"الهليولة"، حراسة أمنية مشددة من رجال الدرك الملكي، زيادة على تواجد قوات أمنية أخرى. وقال كوهن، وهو يهودي مغربي، إن "60% من حجيج اليهود إلى موسم الهيلولة قدموا من إسرائيل، إضافة إلى المئات ممن قدموا من الولاياتالمتحدة، وكندا والعراق وتونس، وفرنسا وفينزويلا وغيرها من الدول. ويمكث اليهود في ضريح "بن باروخ" ما بين 10 إلى 14 يوما، وفق كوهن، وهي المدة التي تتم خلالها احتفالات "الهليولة". وتبدأ مراسيم الاحتفال بإيقاد 8 شمعات، بواقع شمعة عن كل يوم قبل موعد الاحتفال، في "حانوكا" .. وهو مجسم في ساحة الضريح به تسع شمعات .. أما التاسعة فتوقد ليلة الهيلولة، إيذانا ب"الفرح والسرور وكسب البركة"، كما يقول الحاخام اليهودي "ألبير داغون". وبالتزامن مع إيقاد الشموع داخل ساحة الضريح، وخارجها، تنطلق مراسم "الذبيحة"، التي تشكل حدثا كبيرا في طقوس احتفالات "الهيلولة"، وتتكون من أبقار وخرفان ودجاج. وخلال الأيام التي تسبق ليلة الهيلولة تقدم الذبائح كهدية للحجيج اليهود والزوار. من جانبه، قال الحاخام اليهودي نحمان بيطون: "أجدادنا دأبوا على القدوم إلى ضريح دافيد بن باروخ لإحياء هذه الطقوس المقدسة، ولقد سار أبناؤهم على نفس النهج، لنيل البركة وإزالة السقم والعلل، ونيل رضى المقام". وأضاف بيطون: "يصلي حجيج اليهود ليلة الهيلولة، ويرقصون ويغنون، ويشترون شمع الضريح بمبالغ تتراوح ما بين 10 دراهم و40 درهما". أما اليهودية ثورية المسعودي، وهي زوجة الحاخام بينحاس كوهن، حفيد دفين الضريح، قالت إن "شمعة العام الماضي، التي أوقدت في الضريح، وصل ثمنها، بعد المزيادة عليه في ليلة الهيلولة، إلى مبلغ 100 ألف أورو". إذ يعتقد اليهود أن تلك الشمعة تجلب الرزق والبركة والصحة، وتعافي من الأمراض، وتديم العشرة الزوجية طوال العام، وفق المسعودي. * وكالة أنباء الأناضول