كما كان متوقعا من طرف العديد من المراقبين والمتابعين للشأن المغربي، عمدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى إعلان إقامة صلاة الاستسقاء في مختلف جهات وأقاليم المملكة يوم الجمعة المقبل، وذلك على الساعة العاشرة صباحا. وبعد أن اشرأبت أعناق المغاربة، كل صباح، خلال الفترة الأخيرة، إلى السماء متطلعة نحو السحب، لعلهم يجدونها ملبدة بغيوم داكنة ممتلئة بالأمطار، تسقي البلاد والعباد، عقب انحباس الغيث مدة غير يسرة من الزمن، سارعت وزارة أحمد التوفيق إلى طلب المدد من السماء. وأوردت الوزارة الوصية على تدبير الحقل الديني بالمملكة، ضمن بلاغ لها، بأنه "جريا على سنة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء كلما انحبس المطر، قرر أمير المؤمنين الملك محمد السادس، إقامة صلاة الاستسقاء تخشعا وتضرعا إلى الباري جلت قدرته". وأردف المصدر الرسمي ذاته بأن إقامة صلاة الاستسقاء يوم الجمعة المقبل، تروم إلى أن "يسقي الله تعالى عباده وبهيمته، وينشر رحمته، ويحيي بلده الميت، فهو سبحانه وتعالى الملاذ والمرتجى، وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وينشر رحمته وهو الولي الحميد". وأوضح بلاغ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في تحديد لزامن ومكان الصلاة التي تعتبر سنة نبوية، أنّ صلاة الاستسقاء ستقام في جميع المصليات والمساجد الجامعة بمختلف جهات وأقاليم المملكة على الساعة العاشرة صباحا. ويأتي الإعلان عن إقامة صلاة الاستسقاء بالمغرب في وقت شح فيه ماء السماء، وأعرب فلاحون صغار عن قلقهم من مستقبل الموسم الفلاحي الجديد، فيما سبق لمديرية الأرصاد الجوية، أن كشفت منذ أيام قلائل، بأنه لا توجد في الأفق القريب أية بوادر لأمطار غزيرة تعم البلاد. وكانت مديرية الأرصاد قد أشارت إلى وجود مرتفع أصوري يتمركز على المغرب ومناطق شمال غرب إفريقيا وجنوب أوروبا، وهو ما يحول دون وصول اضطرابات جوية إلى البلاد، وبالتالي نزول "أمطار الخير والنماء"، دون أن يمنع ذلك من وجود تساقطات ضعيفة في مناطق السواحل الأطلسية المتوسطة.