بعد أن أثيرت الكثير من الأخبار بشأن الوضعية الصحية "الحرجة" للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى حد مطالبة شخصيات سياسية بلقائه للاطمئنان على صحته، ودعوته إلى مخاطبة الشعب ولو لخمس دقائق، يعود الرئيس المريض إلى فرنسا لتلقي العلاجات الضرورية. وكشفت الرئاسة الجزائرية، اليوم في بلاغ لها نقلته وكالة الأنباء الرسمية بالبلاد، أن "عبد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة غادر، اليوم الخميس، أرض الوطن متوجها إلى فرنسا في زيارة خاصة قصيرة يجري خلالها مراقبة طبية دورية، وذلك تحت إشراف أطبائه المعالجين". ولم يوضح بلاغ رئاسة الجمهورية بالجزائر، الزمن ولا المكان المتعلق بهذه الرحلة العلاجية لبوتفليقة، والتي وصفها بالقصيرة، حيث لم يذكر المصدر الرسمي عدد الأيام أو الأسابيع التي قد يمكث فيها بفرنسا لتلقي العلاج أو الفحوصات الطبية، ولا المستشفى الذي سيأوي إليه الرئيس المريض. ويرجح مراقبون أن بوتفليقة سيخضع للعلاج من جديد، أو سيجري فحوصاته الطبية الدورية، في مستشفى "فال دوغراس" العسكري في العاصمة الفرنسية باريس، باعتبار أنه ذات المركز الذي كان تلقى فيه العلاج من آثار جلطة دماغية في أبريل 2013، حين مكث هناك زهاء 80 يوما. ومنذ ذلك الحين، والرئيس الجزائري يظهر مقعدا على كرسي متحرك، حيث لا يقوى على الحركة بشكل طبيعي، كما أنه توارى عن الأنظار فترات طويلة ومتقطعة، ولا يراه الجزائريون سوى في لقطات ثابتة أو مقتضبة، وهو يستقبل شخصيات أجنبية في قصر المرادية. وبالرغم من حالته الصحية التي يتفق الجميع على أنها ليست على ما يرام، رغم محاولة مواليه وأنصاره إقناع الجزائري بأنه هو من يدير شؤون البلاد، فإنه أصر على خوض معركة الانتخابات الرئاسية، التي جرت في ابريل من السنة الماضية، وأعيد انتخابه لولاية رابعة. إصرار بوتفيلقة على رئاسة البلاد رغم وضعيته الصحية المتدهورة، أثار حنق العديد من الشخصيات السياسية، ما دفع بعضهم إلى مراسلته رسميا من أجل الالتقاء به مباشرة، ومعرفة إن كان هو من أصدر عددا من القرارات الرئاسية الأخيرة، فيما طالبه آخرون بالحديث للشعب ولو ل5 دقائق.