يبدو أن هَم العنف ضد المرأة، سواء في البيت أو في مقرات العمل، سواء في مدن وبوادي المملكة، حتى أنه لا تكاد توجد مغربية في منأى عن التعرض للعنف، إما داخل منزلها من طرف زوجها، أو عائلته، أو في الشارع، أو في مقرات العمل، لكن يبقى أن أغلب ضحايا العنف الأسري نساء ينحدرن من المدن أساسا. وعلى مستوى الأرقام، وفق ما أفاده بحث للمندوبية السامية للتخطيط، فإن ضحايا العنف الزوجي ينتسبن إلى الوسط الحضري بنسبة 60.3 بالمائة، وشابات 61,6 في المائة منهن لا تتجاوز أعمارهن 40 سنة، ولا يتوفرن على أي مستوى دراسي بنسبة 56,8 في المائة، وغير نشيطات بنسبة 82,3 في المائة. وذكرت المندوبية، في بلاغ أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، بأن البحث حول انتشار العنف ضد النساء الذي أنجزته سنة 2009، كشف أن أغلب ضحايا العنف العائلي ينتمين للوسط الحضري، بنسبة63.1 بالمائة، وشابات لا يتجاوز سن 62,3 في المائة منهن 30 سنة، فضلا عن كون 59,5 في المائة منهن عازبات، و69,8 في المائة غير نشيطات. وتبعا للمصدر عينه، فإن نسبة المتزوجات المعنفات بلغت 56,1 في المائة بالمدن، مقابل 53,3 في المائة في البوادي، في حين بلغت نسب العنف العائلي 14,3 في المائة، و12,3 في المائة على التوالي، ما يعني عدم وجود فوارق شاسعة في تعنيف المتزوجات بين المدن والقرى. وأورد البحث ذاته، الذي أجري على عينة من النساء والفتيات تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة، أن أكثر من نصف النساء المتزوجات، 3,7 مليون ضحية، أي 55 في المائة تعرضن، خلال 12 شهرا السابقة إلى شكل واحد على الأقل من أشكال العنف بالفضاء الزوجي. وفي الإطار الزوجي، أظهر البحث أن العنف النفسي، متمثلا في السب والشتم والتحقير وغيره، يعد الشكل الأكثر انتشارا ب38,7 في المائة، تليه انتهاكات الحرية الشخصية للمرأة ، من قبيل المنع من الخروج من البيت، وحرية اللباس، وحرية العمل، وغيرها، بنسبة 30,3 في المائة، وكذلك الأمر بالنسبة للإطار العائلي الذي يحتل فيه العنف النفسي المرتبة الأولى، بنسبة 10,3 في المائة. وحسب نوع الأفعال، أظهرت نتائج البحث أن السب والشتم والتحقير من طرف الزوج، بلغ نسبة22.4 في المائة، وأسرته 6,1 في المائة، هو الأكثر انتشارا في الإطار الزوجي، تليه الاعتداءات الجسدية كالصفع والضرب المبرح والركل، بنسبة 5,7 في المائة، أو التهديد بهم، بنسبة 6,6 في المائة. وتتمثل أفعال العنف الأكثر انتشارا في التدخل في نوعية هندام المرأة أو الفتاة، بنسبة 14 في المائة، ثم منعها من الإدلاء أو التعبير عن رأيها بكل حرية، بنسبة 22,7 في المائة، والتدخل في اختيار صديقاتها، بنسبة 17,9 في المائة، ومنعها من الخروج من بيت الأبوين أو التهديد بذلك، بنسبة 15,7 في المائة، و12,1 في المائة على التوالي، ثم السب والشتم بنسبة 8,4 في المائة.