لم يفوت الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، فرصة استقباله في برنامج "90 دقيقة للإقناع"، الذي يبث على قناة "ميدي 1 تيفي"، من أجل توجيه عدد من الرسائل التي تهم موقف الحزب من مختلف القضايا، ومستقبله على رأسه. شباط، الذي حاوره كل من مقدم البرنامج، يوسف بلهايسي، ومحمد بلقاسم، الصحافي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أكد أن "قرار الخروج من الحكومة لم يكن خطأ"، وأنه "اتخذ من قبل المجلس الوطني للحزب"، ولم يكن هو وراءه، بل "يعود إلى عدم استجابة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، لمذكرات حزب الاستقلال". وشدد الأمين العام لحزب الاستقلال على أن حزبه لم يكن يتفق مع عدد من الإجراءات التي قامت بها الحكومة، خاصة ذات الطابع الاجتماعي، مضيفا أن "مشاركته في هذه الحكومة كانت باهتة؛ مما جعل المجلس الوطني يقرر الخروج منها، فيما قامت اللجنة التنفيذية بتنفيذ هذا القرار"، الذي أكد أنه "قرار سيادي للحزب، ولا دخل لطرف خارجي فيه". "لو كانت الاستجابة لكان اليوم حزب الاستقلال في الحكومة"، يقول شباط، منتقدا عدم استجابة بنكيران للمذكرتين اللتين تقدم بهما الاستقلال، مضيفا أنه "استنادا للأوضاع التي يعيشها المغرب حاليا، لا يمكن إلا أن يكون الحزب في المعارضة". وتمسك شباط بالقول إن "حزب الاستقلال حصل على المرتبة الأولى في المسلسل الانتخابي"، الذي لم يحصره فقط في الانتخابات الجماعية والجهوية في الرابع من شتنبر الماضي، بل شمل أيضا انتخابات الأجراء، والانتخابات الجماعية والجهوية ومجالس الجماعات، بالإضافة إلى انتخابات مجلس المستشارين. وفي هذا السياق، انتقد المتحدث ذاته حليفه السابق في المعارضة حزب الأصالة والمعاصرة، إذ اتهمه بعدم احترام الديمقراطية التشاركية، والتمسك بتقديم مرشحه لرئاسة المجلس، مشددا على أن ذلك "أفسد الخريطة السياسية في المغرب، وأحدث شرخا في الحكومة والمعارضة". وزاد شباط أن "حزب الاستقلال تجاوز هذه المرحلة من خلال النقد الذاتي، والاستعداد للمحطات المقبلة"، وأكد أن "حزب "الميزان" يعد نفسه للحكومة المقبلة"، مضيفا أنه "يجب أن تكون الحكومة المقبلة قوية، كما يجب أن تكون المعارضة قوية، وأن يطبعهما الانسجام، بناء على المرجعية والاستقلالية"، معتبرا أن "تاريخ الحركة الوطنية يبقى من النقاط الأساسية". ولمح المتحدث ذاته إلى إمكانية تحالفه مع حزب العدالة والتنمية، إذ أكد أنه "من السابق لأوانه الحديث عن موضوع التحالف"، بالرغم من قوله إن "مصلحة الوطن تبقى فوق كل شيء، ويذوب حينها شخص شباط وشخص رئيس الحكومة"، الذي نفى أن يكون قد اتهمه بالانتماء إلى الجماعات الإرهابية، وإنما "طرح السؤال في البرلمان، بعد ظهور هذه الجماعات في الشرق الأوسط". وفي تعليقه على غريمه السياسي السابق عبد الإله بنكيران، أكد أن الأخير "يتقن عدة أشياء ويتكلم بعفوية، ونظرا لقلة تجربته كان هناك تباعد داخل التحالف الحكومي"، مضيفا أن "بنكيران وضع بصمته في تاريخ الحكومات المغربية". وفي ما يتعلق بترتيب البيت الداخلي لحزب الاستقلال، والتطورات الأخيرة التي عرفها المجلس الوطني نهاية الأسبوع الماضي، شدد شباط على أن "اللجنة التنفيذية طرحت في جدول الأعمال مسألة انعقاد مؤتمر سابق لأوانه، لكن المجلس الوطني الذي يعد بمثابة برلمان للحزب رفض هذا المقترح، وهذا ما يُبين أن القرار الأول والأخير يعود للمجلس الوطني، فيما تقوم اللجنة التنفيذية بتطبيق قراراته"، على حد تعبيره. وفي الوقت الذي عبر عن رغبته في الاستمرار على رأس حزب الاستقلال، أكد شباط أنه لا توجد أي صفقة مع أعضاء الحزب من جمعية "لا هوادة"، نافيا أن يكون قد تفاوض مع عبد الواحد الفاسي، أو اتصل به؛ فيما يختلف الوضع بحسبه مع الوزير المكلف بالحكامة والاقتصاد محمد الوفا، الذي رفض الانسحاب من الحكومة، كاشفا أنه سيجلس معه مستقبلا.