أقامت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، مساء اليوم الأربعاء بمدينة الرباط، حفلا لمكافأة الطلاب المتفوقين من أبناء وبنات نساء ورجال التعليم المنخرطين في المؤسسة، حيث جرى تسليم منح لمتابعة الدراسات العليا ل513 تلميذة وتلميذا. وبالموازاة مع الحفل المنظم في مقر المؤسسة بالرباط، أقيمت حفلات في معظم الأكاديميات الجهوية لتسليم المنح للطلاب المتفوقين. وتلقت اللجنة المشرفة على انتقاء ملفات الطلاب المستحقين نيل منح التفوق، والتي ترأسها رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، عز الدين ميداوي، 2900 طلب منحة من جميع الأكاديميات الجهوية، وتم اختيار 513 طالبا، بالاعتماد على النقاط المحصَّل عليها، ومدى استجابة الطلبات للمعايير الخاصة بكل شعبة دراسية وأكاديمية جهوية، وتوزعت المنح بين 101 مستفيد من المنحة الوطنية، و412 مستفيدا من المنحة الجهوية. وتصل قيمة المنحة الوطنية إلى 1200 درهم، تسلم خلال السنوات الثلاث الأولى من الدراسة بالتعليم العالي، وترتفع قيمة المنحة خلال السنتين الرابعة والخامسة لتصل إلى 1800 درهم، إضافة إلى مساعدة تقدم للحاصلين على المنحة بقيمة 2000 درهم عند بداية كل سلك، في حين تصل قيمة المنحة الجهوية إلى 1000 درهم، وتمنح خلال السنوات الثلاث الأولى من الدراسة. وبلغ عدد المستفيدين من منح الاستحقاق للحفز الدراسي التي تقدمها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لمهن التربية والتكوين، منذ إنشائها سنة 2003، ما مجموعه 4483 منحة، وبلغ الغلاف المالي لمجموع المنح الممنوحة 140 مليون درهم؛ وعلى غرار السنوات السابقة، نالت الإناث حصّة الأسد من المنح، بنسبة 71%، أيْ ما يمثّل 366 طالبة. وزيرُ التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، حثَّ الطلابَ المستفيدين من المنح على إيلاء أقصى العناية لدراستهم، وقالَ إنّ مِنَحَ التفوق التي تمنحها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لمهن التربية والتكوين كل سنة، هيَ أيْضا تحفيز لغير المتفوقين من أجْل حثّهم على الاجتهاد للتفوّق في دراستهم، معتبرا أنّ الرأسمالَ الحقيقي في زمن العولمة هو العلم. وأضاف الداودي مخاطبا الطلّاب الحاصلين على المنح: "لا مستقبلَ لكم إنْ لم تتمسكوا بالعلم"، محذّرا إيّاهم من الإحساس بالغرور بعْدَ نيْلهم منحة التفوّق الدراسي، "فحتّى لوْ صرتم مهندسين وأطبّاء، فعليكم أن لا تحسبوا أنفسكم أبدا قدْ بلغتم القمّة، بل عليكم أن تستمرّوا في التعلّم، لأنّ العلمَ والمعارفَ تتطوّر بسُرعة، وما تعلّمتموه اليومَ قدْ يصيرُ متجاوزا بعد عشر سنوات"، يخاطب الداودي الطلاب. من جهته، قالَ يوسف البقالي، منسق المصالح الإدارية بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لمهن التربية والتكوين، إنَّ العدد الكبير من أبناء رجال ونساء التعليم الحاصلين على معدّلاتٍ مرتفعة، يُبرهنُ على أنَّ المدرسة المغربية قادرة على رفع التحديات وكسب الرهانات متى توفّرت الظروف الملائمة، لافتا إلى أنّ الهدف من المنح التي تمنحها المؤسسة هو أنْ تكون المدرسة قاطرة نحوَ مستقبل أفضل. وبعد أنْ أشار البقالي إلى التحاق 1000 طالب مغربي بالمعاهد العليا بفرنسا هذه السنة، حثّ الطلابَ المستفيدين من المنح على متابعة دراستهم في المدارس العليا والجامعات المغربيّة، قائلا: "ما عَنْدْكُمْ لاَشْ تْقَلْبوا عْلى معاهد ومدارس في الخارج، لأنّ هناك مدارسَ ومعاهد عُليا في المغرب تنافس نظيراتها في الخارج".