لم تمر سوى أيام قليلة على الإشادة الفرنسية بدور المغرب في رصد تحركات "الداعشيين" المتورطين في الاعتداءات الدموية التي استهدفت العاصمة باريس، يوم الجمعة 13 نونبر الجاري، حتى تحركت السلطات البلجيكية من أعلى مستوى، لتطلب من المملكة تعاونا وثيقا في المجال الأمني والاستخباراتي. ويأتي هذا الطلب في خضم التهديدات الإرهابية المسلطة على رقبة البلجيكيين، خاصة العاصمة بروكسيل، التي عاشت جحيما لا يطاق، بعد إغلاق المدارس ومحطات القطار، ونزول الجيش في شوارع المدينة، تحسبا لأي طارئ أو هجوم إرهابي محتمل، باعتبار أن أحد منفذي هجمات باريس، الذي يقطن في ضواحي بروكسيل، لا زال حرا طليقا. وبادر العاهل البلجيكي، الملك فيليب، إلى رفع سماعة الهاتف ليطلب الحديث إلى الملك محمد السادس، الذي يتواجد هذه الأيام في فرنسا في مرحلة نقاهة طبية من أنفلونزا حادة أصابته منذ فترة، حيث طلب من المغرب إرساء تعاون وثيق ومتقدم في مجال الاستخبارات والأمن". وأوردت وزارة الداخلية المغربية، ضمن بلاغ لها اليوم، أن هذا الطلب الرسمي البليجكي يأتي بعد الاعتداءات الأخيرة في باريس، وامتداداتها في بلجيكا، وبلدان أوروبية أخرى"، في إشارة إلى الأجواء المتوترة المشوبة بكثير من الحذر والخشية من ارتكاب أعمال إرهابية، التي تعيشها بلجيكا وبلدان أوربية أخرى. وتبعا للمكالمة الهاتفية التي جرت بين العاهلين البلجيكي والمغربي، أجرى وزير الداخلية، محمد حصاد، مباحثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية البلجيكي، كما تباحث المدير العامان لإدارة مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، ومدير إدارة الدراسات والمستندات، ياسين المنصوري، مع نظيريهما البلجيكيين. وذكر بلاغ وزارة الداخلية، في هذا الصدد، أن مباحثات المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين المغاربة ونظرائهم البلجيكيين، همت بالأساس الحديث عن طرق "التفعيل الملموس والفوري للطلب البلجيكي، على غرار التعاون القائم في هذه المجالات بين المغرب وفرنسا".