أصبحت منطقة مولنبيك في بروكسيل محط اهتمام دولي بعد المداهمات والاعتقالات التي حصلت فيها جراء الاعتداءات الإرهابية التي نفذت في باريس . مولنبيك أفقر حي في بروكسيل منه سافر إلى سوريا العديد من المتطرفين الشباب من أجل القتال. وتعد "مولنبيك سان جون" واحدة من البلديات التسع عشر للعاصمة البلجيكية بروكسيل، والتي تجري فيها الأبحاث منذ السبت الماضي لاعتقال أعضاء الخلية الإرهابية الداعشية التي روعت باريس ليلة الجمعة الأخير. ويعرف المغاربة هذه البلدة جيدا، والتي تحولت في رمضان إلى أحياء مغاربية تنتشر فيها كل التقاليد وتمارس بها الطقوس الدينية الإسلامية بحرية منقطعة النظير ومميزة عن باقي أرجاء الاتحاد الأوربي. وحسب معلومات دقيقة فإن مصالح الأمن المغربية تعرف جيدا مولنبيك، فهي التي أنتجت عبد القادر بلعيرج المحكوم بالمؤبد في المغرب، وأيضا الإرهابي علي أعراس، الذي ما زال يجد من يدافع عنه رغم أن القرائن والحجج تدل على أنه "مجاهد" برتبة تاجر سلاح، وهو الذي زود خلية بلعيرج، وتنتصب للدفاع عنه منظمات حقوقية دولية ووطنية وتقوم شقيقته بدعم معروف بجولات للزعم أنه برئ. وتحولت مولنبيك إلى قاعدة خلفية لداعش في السنوات الأخيرة، ومنها غادر المغربي المشتبه في كونه الرأس المدبر لهجمات باريس، محمد أبو عود إلى سوريا وهو الذي تصفه التقارير الاستخباراتية بأشرس الداعشيين، بعدما تحول من تاجر مخدرات وقاطع طريق ببلجيكا إلى "جهادي". وفي هذا الصدد قال كلود مونيكيه الخبير في قضايا الإرهاب، في تصريح بثته قناة يورو نيوز "في كل القضايا التي ضربت فرنسا منذ عشرين عاما نجد علاقة ببروكسل و مولنبيك, عندما عملنا منذ عشرين عاما على قضايا منظمة المجموعة الإسلامية المسلحة التي فجرت قنابل في باريس وجدنا أثرا مولنبيك التي فيها مجموعات تربطها اللغة و هي قريبة من الحدود الفرنسية أي نوع من التداخل بين حركات إسلامية من جهتي الحدود الفرنسية البلجيكية." ما وقع في فرنسا وعلاقته بهذه المنطقة البلجيكية يبعث رسالة إلى المدافعين عن على أعراس، حيث تبين أن كل السلاح الذي ضرب باريس منذ 20 سنة خرج من هذه المنطقة، بينما يدعي البعض أن أعراس مجرد ضحية ولم يتاجر في السلاح ولم ينخرط في مشروع إرهابي خطير كان بالإمكان أن يزعزع الاستقرار.