شكل النقاش حول مسألة التوفيق بين الأمن والحرية بعد هجمات باريس والصراع المستمر بين الجمهوريين وإدارة أوباما حول قضية الهجرة وانسحاب كندا من المشاركة في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" والمفاوضات مع النقابات للرفع من أجور القطاع العام بإقليم كيبيك أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة أمريكا الشمالية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن فرنسا وبلجيكا شددتا "بقوة" الإجراءات الأمنية في أعقاب الهجمات الدموية التي استهدفت باريس، مما أدى إلى ظهور نقاش في أوروبا مثل الذي حصل في الولاياتالمتحدة بعد أحداث 11 شتنبر 2001 حول تحقيق التوازن بين مكافحة الإرهاب واحترام الحريات المدنية. ولاحظت الصحيفة أنه في الوقت الذي تخفف فيه الولاياتالمتحدة مع مرور الزمن من بعض مقتضيات قانون (باتريوت أكت)، الذي تم اعتماده في أعقاب هجمات 11 شتنبر، فإن الأوروبيين يتبنون عكس هذا الاتجاه. وذكرت الصحيفة أنه في مواجهة المخاوف من شعوبها والضغوط السياسية المتزايدة لليمين المتطرف أمام التهديد الإرهابي، أشارت الحكومتان الفرنسية والبلجيكية بوضوح إلى أنهما يضعان في الوقت الراهن قضية حماية مواطنيهما فوق أي اعتبار آخر. ذات الصحيفة أوردت في مقال آخر أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أعلن أمس الخميس أنه لا يوجد أي تهديد محدد بالولاياتالمتحدة بشأن هجوم محتمل مثل اعتداءات باريس. من جانبها، ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين يعتقدون أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد غير من طريقة عمله، موضحين أن هجمات باريس عكست بوضوح هذا النهج الجديد الذي يتمثل في تجنيد نشطاء محليين قادرين على شن هجمات ضد الغرب. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (واشنطن تايمز) أن عدم الثقة تجاه مقاربة الرئيس أوباما بخصوص الإرهاب قد تجسدت الخميس بتصويت قوي من طرف الحزبين الجمهوري والديمقراطي لصالح مشروع قانون يتعلق بتوقيف برنامج قبول 10 ألف لاجئ سوري بالولاياتالمتحدة وتشديد إجراءات المراقبة التي يخضع لها هؤلاء المهاجرون. ولاحظت الصحيفة أن سبعة وأربعين من النواب الديمقراطيين صوتوا لصالح مشروع القانون، معتبرة أن التصويت يشكل إحراجا للرئيس الأمريكي الذي اتهم المشرعين بأنهم معادون للمسلمين ويفتقرون إلى الرحمة. أما صحيفة (واشنطن بوست)، فتطرقت إلى الخلافات الكبيرة بين المرشحين الجمهوريين لرئاسيات 2016 ، تيد كروز وماركو روبيو، حول قضايا الأمن القومي والهجرة. وحسب الصحيفة، فإن هذه المواجهة التي برزت بوضوح خلال الأيام الأخيرة تشير إلى وجود هوة عميقة داخل الحزب الجمهوري بين "الصقور" مثل دونالد ترامب، الذين يطالبون بتدابير جذرية، والمقاربة أكثر اعتدالا التي ينادي بها جيب بوش والمرشحين الآخرين بالحزب الجمهوري. في كندا، كتبت صحيفة (لابريس) أن رئيس الوزراء جستن ترودو، اضطر بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، إلى تبرير قراره بإنهاء مشاركة كندا في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" مشيرا إلى أن سحب ست طائرات مقاتلة جاء تنفيذا لوعوده الانتخابية حيث أكد أن كندا ستظل فاعلا رئيسيا في الحرب ضد الإرهاب الذي تقوده الولاياتالمتحدة حيث ستعزز جهودها في مجال تدريب القوات الكردية في شمال العراق والرفع من المساعدات الإنسانية للاجئين. من جهتها، ذكرت صحيفة (لودوفوار) أن ترودو وأوباما تطرقا خلال لقائهما، الذي استمر 23 دقيقة، إلى عدة مواضيع خصوصا مكافحة التطرف والإرهاب وأزمة اللاجئين بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية، مشيرة إلى أن السيد ترودو جدد التأكيد على عزمه سحب الطائرات المقاتلة الكندية المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بسورية والعراق مع الرفع من عدد الجنود الكنديين الذين يدربون القوات المحلية. في مقال آخر، كشفت صحيفة (لابريس) أن خطة الحكومة الليبرالية الكندية لاستضافة حوالي 25 ألف لاجئ سوري ستكلف الميزانية العامة 2ر1 مليار دولار خلال السنوات الست المقبلة كما أن مبلغ 7ر876 مليون دولار يعد ضروريا لمواجهة هذه الخطة خلال السنة المالية 2015-2016 ، مبرزة أن الوثيقة الحكومية لا تشير إلى المبالغ المالية التي يجب صرفها لمواجهة التزام الحكومة استضافة 25 ألف لاجئ سوري بحلول فاتح يناير 2016. بإقليم كيبيك، كتبت صحيفة (لوجورنال دو مونريال) أن قادة نقابات القطاع العام والشبه العام الذين يمثلون نحو 400 ألف موظف عمومي أعلنوا عن عزمهم تقديم تنازلات خلال مفاوضاتهم مع حكومة فليب كويار لتجديد الاتفاقيات الجماعية من أجل الرفع من الأجور وإنهاء مسلسل تفقير العاملين في القطاع العام، لافتة إلى أن رئيس الخزينة مارتن كواطو، دعا كبير المفاوضين الحكوميين إلى عقد مشاورات مع النقابات لإيجاد حل سريع. بالدومينيكان، تناولت صحيفة (ليستين دياريو) ردود الفعل التي خلفتها مطالبة منظمة العفو الدولية من السلطات اتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان حصول آلاف الأشخاص عديمي الجنسية، من أصول هايتية، على حقوقهم الأساسية خاصة بعد اعتماد الحكومات المتعاقبة منذ التسعينيات على تشريعات كان الهدف منها تقييد حصولهم على وثائق الهوية، مشيرة إلى أن المجلس الانتخابي المركزي والمديرية العامة للجوازات رفضا اتهامات المنظمة الدولية وأبرزا أن التقرير غير مسؤول ومبني على وقائع مغلوطة . أما صحيفة (هوي) فأشارت إلى القرض الذي منحه بنك التنمية للبلدان الأمريكية بقيمة 300 مليون دولار بهدف تمديد نطاق برامج الاندماج الاجتماعي للفئات الأكثر هشاشة بالبلد عبر تعزيز جهود البلد في مجال الخدمات الصحية الأساسية وتعميم الرعاية الصحية ودعم مؤسسات التقاعد بالإضافة إلى مواكبة الإصلاحات السياسية. ببنما، اعتبرت صحيفة (بنماأمريكا) أن تراجع شعبية الرئيس خوان كارلوس فاريلا خلال آخر استطلاع رأي أجري شهر نونبر الجاري يعد بمثابة "جرس إنذار" يؤكد عدم رضا المواطنين عن أداء الحكومة، مبرزة أن الانشغالات الرئيسية التي عبر عنها المستجوبون في استطلاع الرأي تتثمل في انعدام الأمن والبطالة وغلاء كلفة المعيشة وعنف الشباب، وهي القطاعات التي يعتبر جزء كبير من المواطنين أن الحكومة فشلت في تحقيق تقدم فيها. على صعيد آخر، تطرقت صحيفة (لا إستريا) إلى أن عملية تفكيك شبكة فساد وتقديم رشاوى مكونة من 13 شخصا كانت تنشط بجهاز القضاء والمحاكم امتدت لتشمل 8 متهمين جدد، سبعة من بينهم كانوا من ضمن هيئة المحلفين بإحدى قضايا القتل التي نال فيها المتهم البراءة، موضحة أن عددا من المراقبين انتقدوا اقتصار عملية تطهير جهاز القضاء على "الموظفين البسطاء" فقط. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن الرئيس انريكي بينيا نييتو شدد على أن بلاده تعتبر "لاعبا دوليا" وأن مشاركتها في المحافل متعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين ومنتدى التعاون لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) يظهر أنها "دولة حديثة، قوية، تتحمل مسؤوليتها الدولية"، مشيرا إلى أن الحكومة المكسيكية تشدد على أن التنمية الداخلية والمجتمعية تستمد من العلاقة مع الدول الأخرى، حيث يتضح ذلك على الخصوص من أن 63 في المئة من الثروة الوطنية يتم خلقها من التجارة الدولية. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فتطرقت لتقرير صادر عن الكونغرس الأمريكي يكشف أن ما مجموعه 9853 عنصرا من القوات المسلحة المكسيكية خضعوا لتدريب في الولاياتالمتحدة في مجالات مكافحة الإرهاب، والإرهاب البحري، والاستجابة الأمنية ضد أعمال الجماعات المتطرفة، والأمن الإلكتروني، وغيرها .