استطاع المغرب أن يحقق نتائج مهمة في ما يتعلق بخفض نسبة وفيات الأمهات، والتي تراجعت بمعدل يقدر ب61.8 في المائة، ما بين عامي 1990 والسنة الجارية، في الوقت الذي لم يتجاوز المعدل العالمي 44 في المائة. وحسب تقرير صادر عن كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وصندوق الأممالمتحدة للسكان، ومجموعة البنك الدولي، وشعبة السكان بالأممالمتحدة، فقد تمكن المغرب من بذل جهود مهمة للقضاء على ظاهرة وفيات الأمهات؛ ففي الوقت الذي كانت تسجل فيه 317 وفاة لكل 100 ألف ولادة عام 1990، انخفض العدد ليصل 121 في العام الحالي، أي بمعدل 850 وفاة سنويا. عنصر إيجابي ثان ذكره تقرير المنظمات العالمية، يتعلق بجانب وفيات الأمهات نتيجة الإصابة بالسيدا؛ ففي الوقت الذي يكون هذا الأخير سببا في قتل الأمهات والأطفال، فالأمر معاكس تماما بالنسبة للمغرب، حيث لم يتم تسجيل أي حالة وفاة للأمهات نتيجة الإصابة بالإيدز خلال الأعوام الماضية. ورغم المؤشرات الإيجابية، إلا أن المغرب لم يستطع إلى حد الآن أن يحقق الغاية المتعلقة بالهدف الخامس من الأهداف الإنمائية للألفية القاضية بخفض معدل وفيات الأمومة بنسبة 75 في المائة على الأقل بين عامي 1990 و2015، وهي الغاية التي بلغتها فقط تسعة بلدان على الصعيد العالمي، وهي بوتان وكابو، وفيردي، وكمبوديا، وإيران، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، ومالديف، ومنغوليا، ورواندا، وتيمور ليتشي. وعلى الصعيد العالمي، انخفض عدد وفيات الأمهات من حوالي 532000 وفاة في عام 1990 إلى ما يُقدر بنحو 303000 وفاة في العام الحالي، ويعني ذلك أن المعدل العالمي المقدر لوفيات الأمومة يبلغ الآن 216 وفاة لكل 100000 مولود حي، بعد أن كان 385 وفاة في عام 1990. وحسب المصدر نفسه، فبحلول نهاية العام الحالي ستكون 99 في المائة من وفيات الأمهات في العالم قد حدثت في الأقاليم النامية، وسيكون إقليم إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قد أسهم بمفرده بحالتي وفاة من كل ثلاث حالات. وتعرف وفيات الأمومة بأنها وفاة المرأة أثناء الحمل أو الولادة أو في غضون 6 أسابيع من الولادة.