حالة من التأهب تشهدها عدد من المطارات عبر العالم، واعتقالات كثيرة تشهدها الدول الأوروبية، بعد الهجمات الأخيرة التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس، وراح ضحيتها أزيد من 130 قتيلا، في عملية إرهابية هي الأكبر من نوعها التي تعرفها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية. ونقلت عدد من وسائل الإعلام التركية خبر اعتقال 8 مغاربة كانوا في طريقهم إلى ألمانيا، ويشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا ب"داعش"، وذلك في مطار "أتاتورك" بإسطنبول. وحسب مصادر في الأمن التركي، فقد جاء الشبان الذين تم اعتقالهم من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وأخبروا الشرطة بأنهم سيمضون في تركيا أياما من أجل السياحة، وأنهم حجزوا غرفا في فندق، لكن تبين بعد التحقيقات بأنه لا يوجد أي حجز باسمهم، وأنهم ينوون التوجه نحو ألمانيا. خطوة الذهاب إلى ألمانيا، جاءت استنادا إلى المصادر ذاتها بشكل غير شرعي، من خلال الادعاء بكونهم لاجئين سوريين، هربوا من ويلات الحروب الطاحنة التي تشهدها البلاد منذ 2011، إذ تم العثور على ورقة تتضمن خطة عبورهم إلى ألمانيا، انطلاقا من تركيا. وفي الخطاطة التي تم العثور عليها لدى الموقوفين في مطار أتاتورك، فإن أول محطة سيقصدونها بعد إسطنبول هي مدينة أزمير، ثم اليونان، وبعد ذلك يتوجهون إلى الحدود المقدونية، ثم صربيا. وبعد محطات تركيا واليونان ومقدونيا وصربيا، كان من المقرر أن يتوجه الشبان الثمانية برا إلى كرواتيا، وصولا إلى النمسا، مرورا بهنغاريا، لتكون بذلك محطة الوصول هي ألمانيا. وتبعا لذلك، لم يتردد الأمن التركي في اعتقال الشبان المغاربة بتهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة؛ فيما تم اعتقال مغاربة آخرين في بداية نونبر الجاري للاشتباه في انتمائهم للتنظيم ذاته، ليتبين بعد ذلك أنهم مجرد مهاجرين سريين. وكشفت مصادر لوكالة الأنباء التركية "الأناضول" أن أحد المشتبه بهم ذكر في التحقيق أنهم جاؤوا إلى إسطنبول بهدف السياحة، وأنهم حجزوا في أحد فنادقها، إلا أن مسؤولي الفندق نفوا وجود أي حجز باسم الأشخاص المذكورين. وفي الوقت الذي نشرت الوكالة التركية صورة الموقوفين، بالإضافة إلى رسم الطريق التي كانوا سيسلكونها من أجل الوصول إلى ألمانيا، كشفت الموقع الإخباري التركي "hurriyet" أن أسماءهم هي: سفيان وعيسى وسعيد ومحسن ومصطفى، بالإضافة إلى أيوب وصلاح الدين؛ فيما لم يتم ذكر الاسم الثامن.