بعد استطاع محمد علي حامد رئيس اتحاد مسلمي سبتة، بفضل العناية الإلاهية، أن يجتاز مرحلة صحية جد حرجة. وفيما كانت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تسأل عن حقيقة وضعه الصحي، لم تتردد أخرى محسوبة على اليمين واليمين المسيحي بالمدينة المحتلة في التعبير عن تشفيها والتنكيل بشخصه تعبيرا منها على مواقفها المعهودة التي اخص ما يمكن أن توصف به أنها تعكس ملامح شخصية استعمارية متغطرسة . محمد علي حامد، أحد رجالات المغرب الأحرار؛ الذين قاوموا بالكلمة وبالصوة والصورة، مخططات الاحتلال الاسباني التي هدفت منذ اواسط الثمانينات إلى أسبنة مدينتي سبتة ومليلية.أكثر من ذلك، قاد إلى جانب ثلة من مغاربة إسبانيا الأحرار، في العشر سنوات الأخيرة، مواجهة ضد تحالف تأسست ملامحه بين اليمين واليمين المسيحي من جهة، وجماعة الدعوة والتبليغ من جهة ثانية، للنيل من نموذج الإسلام المغربي الذي ظل مسلمو إسبانيا إلى جانب مسلمي سبتة ومليلية، يعتمدونه منذ عشرات السنين، كإطار ديني متشبع بمبادئ المذهب المالكي السني والعقيدة الأشعرية. وقد تميزت هذه المواجهة التي لم تكن متوازنة نظير الدعم السياسي والمادي، من قبل الحكومات الإسبانية المتعاقبة، لتحالف اليمين بفرعيه وجماعة الدعوة والتبليغ، بكل مظاهر العنف المعنوي والنفسي والإقصاء والتضييق الذي وصل إلى حد إصدار سلطات الاحتلال بسبتة قرارا يقضي بكون الحاج محمد علي شخص غير مرغوب فيه، مع منعه من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام الإسبانية نظير مواقفه الوطنية والدينية التي كان يعمل لفائدتها بكل صدق وإخلاص، وذلك من أجل تثبيت أسس ومرتكزات نموذج إسلامي مغربي وسطي متسامح توارثه مغاربة المدينتين عن آبئاهم وأجدادهم وعرفوه من خلال الولاء الديني الذي كانوا يكنونه للسلطة الدينية التي كان يمثلها سلاطين وملوك المغرب. ولتقوية اتحاد الهيئات والمنظمات الإسلامية UCIDE الذي تسيطر عليه جماعة الدعوة والتبليغ ويضم تيارات دينية غير موالية للسلطة الدينية بالمغرب، لم تجد السلطات الإسبانية بدا من إزاحة الحاج محمد علي حامد عن رئاسة فيدرالية الهيئات والمنظمات الإسلامية بإسبانيا FEERI التي ظلت على عهده تكابد وتناضل من أجل استمرار وانتشار نموذج الإسلام المغربي بعموم أرجاء إسبانيا على نطاق واسع، بتواطؤ كشفت ملامحه بعدما أقدم تيار ديني معارض للسلطات المغربية له امتداد بمنطقة مورسيا على عقد جمع عام دون العودة إلى الهياكل والمساطر المنظمة للفيدرالية، وليتم تتويج ذلك بتدخل القضاء الإسباني الذي أزاح محمد علي عن رئاسة الفيدرالية. وبذلك؛ ستتحول ال FEERI بعموم أرجاء نفوذ الدولة الإسبانية، عدا مدينتي سبتة ومليلية، إلى صوت معارض للمغرب وسلطته الدينية وسيتأكد هذا الموقف بشكل علني من قبل الرئيس الجديد للفيري FEERI يوم اعلنت حكومة كاطالونيا رغبتها في منح المغرب سلطة الإشراف على الحقل الديني بهذا الإقليم، حيث عارض علنا وبقوة مقترح الحكومة الكاطالانية، مشيرا إلى مفاده : "أن الإسلام بإسبانيا يعبر عن نموذج إسباني يجب أن لا يأخذ تعليماته من الرباط" . هكذا تعزز تحالف اليمين وجماعة الدعوة والتبليع واتحاد الهيئات والمنظمات الإسلامية UCIDE بحليف جديد هو الفيدرالية في حلتها الجديدة، وبذلك سيطر هذا التحالف على كل المناطق الخاضعة للسلطة الإسبانية تقريبا؛ باستثناء سبتة ومليلية حيث ظل محمد علي إلى جانب ثلة من الوطنيين بمليلية يناضلون ويكابدون من أجل فك الحصار على نموذج الإسلام المغربي.. آخر لقاء جمعني بالحاج محمد علي حامد شفاه الله، الذي يوجد الآن طريح الفراش، كان في ذكرى مرور 600 سنة على احتلال سبتة.. وكان اللقاء بمنزل الشريف علي الريسوني بشفشاون خلال الأسبوع الأخير من شهر غشت. وبعد الانتهاء من اللقاء أذكر أني تحدثت معه بشان الأستاذ الحبيب حاجي فأجابني قائلا: "والله يا أخي أنا خسرته وهو خسرني"... وكان المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام قد كرم الحاج محمد علي بعدما أصدرت السلطات الإسبانية في حقه المنع من إدلاء تصريحات لوسائل الإعلام الإسبانية .. وهاهو اليوم يحتاج إلى دعواتنا جميعا.