تشكل الحارسات مفتولات العضلات اللائي يُحطن بالديكتاتور الليبي معمر القذافي أحد الألغاز المحيرة والمثيرة للاهتمام والشائعات في نفس الوقت. وعندما سئلت "عائشة" ابنة القذافي عن حارسات والدها قالت إنه يثق أكثر بالمرأة الليبية، مضيفة "وجود الحارسات خلف والدي يهدف إلى إبراز أهمية المرأة". ويقال إنهن أقسمن "على تقديم حياتهن في سبيل القذافي"، ولذا فإنهن لا يتركنه أبداً، ليلاً أو نهاراً. ويتراوح عدد الحارسات بين 300 إلى 400، ويتلقين تدريبا متقدما في كلية خاصة، يقال إنها تشترط في المتقدمات أن يكن "عذراوات" وفق ما ذكرته صحيفة "الوفد" المصرية. ويرى القذافي أنّ النساء أكثر أهلاً للثقة من الرجال، وأنهن لن يقبلن الرشوة أو يخُنَّه، وهو رأي لاقى رواجاً لدى عدد من رؤساء العالم الذين أدخلوا العنصر النسائي إلى طاقم حرسهم. ومن المعروف أن القذافي غيّر أسماء الحارسات، ليحوّلهن إلى مجموعة "عائشات"، فأطلق عليهن جميعاً اسم عائشة، على أن يميز بينهن بالأرقام. بحيث أصبحن: "عائشة1، عائشة2، عائشة 3... إلخ". ولم يُسمع عن فرار أيّ منهن حتى اليوم، كما لا يعرف إن كن يتقاعدن أم يستطعن مثلاً تقديم استقالتهن أو ما شابه ذلك. ورغم أن ليبيا تعد من البلدان المحافظة، إلا أن حارسات القذافي لا يرتدين الحجاب، ولا يعرف شيئا عن خلفياتهم الاجتماعية، وكيف وافقت أسرهن على التحاقهن بتلك المهنة الشاقة وغير المقبولة في مجتمع قبلي مثل ليبيا. وتشير روايات إلى حدوث تصادم بين حارسات القذافي والأمن المصري خلال إحدى قمم شرم الشيخ. علاقة القذافي بالنساء لا تقتصر على حارساته. فقد سمحت له علاقته المميزة برئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلوسكوني، بالتقرب أيضاً من النساء الإيطاليات، من خلال "الدعوة"، فخلال زيارته إيطاليا في 29 غشت الماضي، تحدث أمام مئات الفتيات عن ضرورة أسلمة أوروبا. وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها القذافي فتيات إيطاليات ليخبرهن عن الإسلام، ويهديهن نسخاً عن القرآن وكتابه الأخضر. وهو يسعى دائماً إلى المقارنة بين ليبيا وأوروبا، إذ قال مثلاً إن "ليبيا تحترم النساء أكثر مما تفعل الدول الغربية".