خيمت مواضيع الإرهاب والتنمية الاقتصادية والسلم والسلام على افتتاح منتدى "ميدايز"، ضمن دورته لعام 2015 الجاري، والذي تستضيفه طنجة على امتداد أربعة أيام؛ إذ عرفت الجلسة الأولى من الموعد، مساء أمس الأربعاء، مداخلات مطولة عن المكانة الاقتصادية لقارة إفريقيا، وضرورة توجه الرساميل إلى الاستثمار فيها. الصحراء بوابة قاريّة لم يفت إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد أماديوس المنظم للمنتدى، أن يعدد إيجابيات الصحراء المغربية في الربط ما بين المملكة وباقي بلدان "القارة السمراء"، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي أعلن عنها الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء، والتي تهم الجهتين الجنوبيتين للبلاد، ستساهم في ولوج المغرب بشكل أكبر للعمق الإفريقي. وأوضح الفهري، رئيس المنتدى، أن المغرب يجدد علاقاته مع بلدان القارة، حاليا، ويرفع موشراتها الاقتصادية والاجتماعية عن طريق نقل نموذجه التنموي إليها، وتحقيق تنمية بشرية مندمجة، معتبرا أن ذلك ما يجري بتنفيذ مجموعة من المشاريع الوازنة، من بينها تسوية وضعيات إقامة مهاجري جنوب الصحراء الكبرى بالمملكة، إضافة لتدريب أئمة المساجد وتمويل برامج متنوعة. المتحدث قال إيضا إن الزيارات التي قام بها الملك محمد السادس إلى عدد من البلدان الإفريقية قد أعطت دفعة للمشاريع التي يتم إنجازها قاريا، وزاد: "المغرب لا يزال له دور مهم، ولمزيد من الفعالية يجب أن يتم التغلب على مجموعة من العراقيل التي تقتضي انخراط القطاع الخاص، بدوره، في هذه الدينامية". احتفاء برواندا أعلن رئيس "ميدايز 2015" عن اسم الفائز بالجائزة الكبرى للمنتدى، ولم يكن سوى بول كاغامي، رئيس جمهورية رواندا الذي اعتبر، ضمن كلمة له، أن التتويج مفرح له ولكل الروانديين، معتبرا أن ذلك "يحتفي بقيم السلم والديمقراطية، واعتراف بالقيم الإنسانية الكونية". ورحب كاغامي، خلال تسلمه للجائزة، بدور المملكة المغربية في قارة إفريقيا، وبعدها أشهر دعوة لكل المستثمرين المغاربة من أجل التوجه نحو روندا من أجل القيام بمشاريع عديدة. رئيس جمهورية رواندا تحدث عن تجربة بلاده في الخروج من أزمتها، قائلا إن "كلمة السر في هذا التوجّه هي: السلم"، وأضاف: "إنها نقطة البداية لتحقيق التنمية، وذلك يتحقق حين يتم حمل المواطنين على محمل الجد ، وضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة السياسية، والسلم شرط لتحقق الأمان للشعب، أما المسؤولية والمساءلة، في إطار حكامة ديمقراطية، هي التي ساعدت رواندا على تجاوز الأزمة". تحديد المصير اعتبر الرئيس الرواندي، ضمن مداخلته أمام الحاضرين لافتتاح "ميدايز 2015" أن من حق الدول الأكثر فقرا التوفر على سبيل خاص بها، معتبرا أن هذا التوجّه "يتم التشكيك فيه وتشويهه"، منتقدا ما أسماه "ما يجري من استحواذ على اتخاذ القرارات على الصعيد الدولي". وأوضح كاغامي أنه لا بد من التفكير في نظام عالمي جديد، مبني على الإنصاف، وأرضية للعمل المشترك، وزاد: "الأزمات التي عرفها العالم، من الهجرة إلى التطرف ثمّ الإرهاب، هي أمثلة دالة على عدم تبقي أي حدود بين دول الشمال ونظيراتها للجنوب .. ومصالحنا تكمن في العمل بأداء جماعي، لا أن يواجه كل منّا الآخر". رئيس الجمهورية الرواندية، من وسط مدينة طنجة، شدد على أن العمل المشترك سيمكن من تأمين حريات الشعوب، مؤكدا على أن القارة الإفريقية تتوفر على كل المتطلبات القادرة على خلق النجاحات. الصين وافريقيا شدد ما بياو، المسؤول الصيني المشارك بالمنتدى المنظم من لدن معهد أماديوس، على أهمية القارة السمراء بالنسبة للصين، قائلا: "نبذل كل الجهود لمواصلة التنمية والتعاون مع الدول الافريقية، وذلك وفق سياسة تعاون مبنية على علاقة رابح رابح". وأكد بياو، ضمن مداخلته، أنه ينبغي أن تكون الصين وافريقيا طرفين لشراكة قادرة على تحقيق التطور، وأن تضع أجندة سياسية مشتركة لايجاد أرضية لمحاربة الإرهاب، رافضا أن تكون هناك نزاعات، ومناديا ب"تنافس عادل يحمل كل عناصر الحرية". وأوضح المتحدث الوافد على "عاصمة البوغاز" من بيكين، أن بلاده شريكة لإفريقيا وليست منافسة، مشددا على أن الصين مستعدة للمساعدة على فض الحروب والنازاعات بعموم إفريقيا، مع المساهمة في تعزيز السلام ومحاربة الأوبئة أيضا. ما بياو قال، خلال تناوله الكلمة، أن القارة الإفريقية هي أفضل شريك لجمهورية الصين الشعبية التي توصي بتثمين الراسمال البشري، ومناديا بانفتاح التعاون بين الطرفين في كل القطاعات بلا استثناءات.