كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، المهتمة بالشأن الإفريقي، بعض التفاصيل المرتبطة بعائلة محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو منذ 4 عقود، وتفرُّق "عائلة الركيبي"، وهو الاسم العائلي لزعيم الجبهة، بين كل من المغرب ومخيمات تيندوف والجزائر من جهة، ومن اختار الاستقرار في إسبانيا من جهة أخرى، معتبرة أن هذه العائلة لا تشبه العائلات الصحراوية الأخرى. وفي الوقت الذي دخل محمد عبد العزيز، الرئيس الحالي لما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، إلى المربع الضيق لمؤسسي جبهة البوليساريو سنة 1975، كان أبوه خليلي الركيبي قد خدم المملكة المغربية، من خلال انخراطه في القوات المسلحة الملكية. "جون أفريك" كشفت أن أغلب أفراد عائلة "الركيبي"، من أشقّاء وشقيقات محمد عبد العزيز، يعيشون في المغرب، بعيدا عن مخيمات الحمادة في تيندوف، بعد أن كان الأب خليلي، البالغ من العمر 90 سنة، والذي رأى النور في واد الساقية الحمراء من قبيلة الركيبات إحدى أكبر قبائل الصحراء، قد انضم لجيش التحرير سنة 1958 من أجل تحرير الأقاليم الصحراوية من الاحتلال الإسباني. وبعد فشل الانتفاضة التي عرفتها الصحراء، توجه خليلي إلى الأقاليم التي كانت تحت السيادة المغربية بعد تحريرها من الاستعمار الفرنسي، حيث عمل بعدد من المدن عندما كان في الجيش، منها طانطان وشفشاون ومراكش وقصبة تادلة، إلى أن حصل على التقاعد سنة 1977، ولازال يتنقل بين مدينتي العيونوقصبة تادلة. ومن بين 13 ابنا من عائلة خليلي الركيبي، ثلاثة فقط هم من يعيشون في مخيمات تيندوف بالجنوب الغربي الجزائري، وهما البنتان الغالية والسالمة، اللتان تحملان الجنسية الجزائرية، والولد محمد عبد العزيز. محمد عبد العزيز ولد في غشت 1947، حصل على الباكلوريا، ثم درس الطب في الرباط، إلى حدود 1973، وبعدما كان من المؤسسين للجبهة، أصبح أمينها العام منذ أربعين سنة، كما أنه تزوج بابنة والي سابق لتيندوف، يتعلق الأمر بخديجة حمدي، الوزيرة الحالية للثقافة في ما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، كما أن لعبد العزيز ستة أبناء، منهم واحد يدعى الحبيب، وهو رئيس وحدة خاصة، أو ما تسميه الجبهة ب"الحرس الرئاسي". وباستثناء مولاي، أحد أبناء عائلة الركيبي، الذي يقطن في إسبانيا، يعيش باقي إفراد العائلة بالمغرب، كالجرّاح إدريس، الذي يشتغل في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، بالإضافة إلى محمد سالم، 55 سنة، الذي يشتغل في بلدية السمارة، ومحمد سعيد البالغ من العمر 48 سنة، وهو مهندس في قصبة تادلة، بالإضافة إلى الإخوة الآخرين، كمصطفى وأسماء وفاطمتو وخديجتو، الذين اختاروا الاستقرار في عدد من المدن المغربية. وبالموازاة مع ذلك، هناك ابن وحيد من العائلة يعيش بالمغرب واختار الدفاع عن جبهة البوليساريو، ويتعلق الأمر بمحمد الحبيب الركيبي، الذي يبلغ من العمر 61 سنة، ويشتغل محاميا بمدينة العيون، حيث اختار المرافعة عن مناصري الجبهة، بعد أن كان قد درس العلوم القانونية بالرباط، واعتقل لمدة 15 سنة، ليحصل بعد الإفراج عنه على تعويض مالي من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بغرض جبر الضرر الفرديّ.