في مقطع فيديو نادر، لم يسبق نشره من قبل في الشبكة العنكبوتية، يبدو آلاف المتطوعين للمسيرة الخضراء، التي أعلن عنها الملك الراحل الحسن الثاني في سنة 1975، وهم في فرح عارم بعد عودتهم من الصحراء، وأيضا نساء وعائلات المتطوعين يرددن أهازيج ويطلقن زغاريد بعودة ". وأظهر مقطع الفيديو، الذي بثه أخيرا منتدى القوات المسلحة الملكية على موقع يوتوب، بمناسبة الذكرى الأربعين لتنظيم "المسيرة الخضراء"، عددا من القطارات المزينة بالأعلام الوطنية، التي أمر بها الملك الراحل الحسن الثاني، لتكون في خدمة متطوعي المسيرة لدى رجوعهم من المشاركة في هذا الحدث. وقال المعلق الفرنسي، ضمن مقطع الفيديو الذي يعد خلاصة أزيد من ساعتين من الفيديوهات المصورة من طرف التلفزة الفرنسية خلال مواكبتها للمسيرة، إن عودة آلاف المتطوعين بعد مشاركتهم في المسيرة الخضراء أحيطت بكثير من الاهتمام والعناية بأدق التفاصيل من طرف السلطات. وأورد التلفزيون الفرنسي بأنه لم يكن هناك مكان للصدفة عند استقبال آلاف المتطوعين للمسيرة الخضراء المظفرة، حيث لقوا تأطيرا لصيقا وكثيفا من طرف مجموعات صغيرة من المسؤولين الأمنيين عند وصول كل قطار، كان يحمل على متنه زهاء 1500 إلى 2000 متطوع، علما أن العدد ناهز أكثر من 350 ألف شخص. وأشار المصدر ذاته إلى أن اللفات في عودة المتطوعين بالمسيرة الخضراء، لم يتم تسجيل أدنى اعتراض من طرف أحزاب المعارضة، أو من لدن الشعب المغربين حيث ساد إجماع لا مثيل له حول تنظيم هذه المسيرة السلمية التي رامت تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني، دون إراقة أية قطرة دم. وفي مشهد آخر من التسجيل النادر، بدا متطوعو المسيرة الخضراء وهم يأكلون من علب السردين، ويرتشفون كؤوس الشاي بقطع من الخبز الجاف، بينما ظهروا في مشهد آخر كيف كانوا متوجهين بصدور عارية، حاملين معهم مصاحف القرآن والأعلام الوطنية، في اتجاه القوات الاسبانية بالصحراء. وأورد التلفزيون الفرنسي كيف أن آلاف المتطوعين، والذين كان أغلبهم من فئة الفلاحين، انضبطوا وتوقفوا مثل رجل واحد، عند موضع في الصحراء، بعد أن سمعوا إشارة الملك الراحل الحسن الثاني، وهو يأمرهم بالتوقف، والعودة إلى ديارهم، بعد أن تكللت المهمة بنجاح، وانسحب الجنود الأسبان. ولاحظ المعلق الفرنسي بأن جميع المتطوعين أظهروا "طاعة عمياء" لأمر ملكهم، بعد أن دعاهم للتوقف، حيث لم يُبد أي مشارك معارضته أو امتعاضه من القرار الملكي، بل إن بعضهم صرحوا للتلفزة الفرنسية بأنهم يقومون بما أمرهم به الملك، لكونه الأعلم بما يصلح للبلاد. وتخلل مقطع الفيديو أيضا حديث الملك الراحل، الحسن الثاني، وقد تهللت أساريره فرحا بنتائج المسيرة الخضراء التي كانت من بنات أفكاره، والتي كان يخشى كثيرا من إخفاقها، أو انزياحها عن أهدافها السلمية، حيث بدا مبتسما ومتحمسا، وذكر في مؤتمر صحفي أن المسيرة الخضراء نجحت بفضل 3 عوامل: عدالة القضية، ووعي الشعب، والتنظيم المحكم.